- الدعاء هو عبادة من العبادات التي يؤجر عليها المسلم.
- الدعاء المستحب والمشروع عند التأمل في خلق الله تعالى هو ( رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَٰذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ )
- قال الله تعالى: ( إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَٰذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) سورة آل عمران (190-191)
- وعن عطاء قال: دخلت أنا وعبيد بن عمير على عائشة -رضي الله عنها-، فقال ابن عمير: حدّثينا بأعجب شيء رأيتيه من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبكت، وقالت: قام ليلة من الليالي، فقال: يا عائشة، ذريني أتعبّد لربي، قالت: قلت: والله، إني لأحبّ قربك، وأحب ما يسرّك، قالت: فقام فتطهر، ثم قام يصلي، فلم يزل يبكي؛ حتى بلّ حجره، ثم بكى، فلم يزل يبكي؛ حتى بلّ الأرض، وجاء بلال يؤذنه بالصلاة، فلما رآه يبكي، قال: يا رسول الله، تبكي وقد غفر الله لك ما تقدّم من ذنبك وما تأخّر؟ قال: أفلا أكون عبدًا شكورًا؟ لقد نزلت عليّ الليلة آيات، ويل لمن قرأها ولم يتفكّر ما فيها: (إن في خلق السموات والأرض...) رواه ابن حبّان
- ومن مجالات التأمل التفكُّر في خلق الله تعالى :
1- آيات الله الكونية؛ كالجبال، والبحار، والأشجار ، قال تعالى: قال الله تعالى :( قُلِ انظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ وَمَا تُغْنِي الْآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَن قَوْمٍ لَّا يُؤْمِنُونَ) يونس (101)
- وقال الله تعالى: ( قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ۚ ثُمَّ اللَّهُ يُنشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) سورة العنكبوت (20)
2- الآيات الشرعية في آي القرآن الكريم؛ بأن يُلَاحِظَ بلاغة وفصاحة وحُسْن عرض الآيات، وبيان معانيها، وأحكامها. قال الله تعالى :( كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ) سورة فصلت (3)
3- تكوين الإنسان، وطبيعة النفس البشرية.، قال تعالى: ( وَفِي أَنفُسِكُمْ ۚ أَفَلَا تُبْصِرُونَ ) سورة الذاريات (21)
4- الكائنات الحية؛ خلقها، ونشأتها، واختلاف طبائعها.
5- التفكُّر في حال الدنيا، وسرعة زوالها، وعظم فتنتها، وتقلُّب أحداثها.
- قال ابن القيم في كتابة مفتاح دار السعادة : فالفكر هو إحضار معرفتين في القلب ليستثمر منهما معرفة ثالثة، ومثال ذلك إذا أحضر في قلبه العاجلة وعيشها ونعيمها وما يقترن به من الآفات وانقطاعه وزواله، ثم أحضر في قلبه الآخرة ونعيمها ولذته ودوامه وفضله على نعيم الدنيا وجزم بهذين العلمين أثمر له ذلك علما ثالثا وهو أن الآخرة ونعيمها الفاضل الدائم أولى عند كل عاقل بإيثاره من العاجلة المنقطعة المنغصة... وهذا يسمى تفكرا وتذكرا ونظرا وتأملا واعتبارا وتدبرا واستبصارا، وهذه معان متقاربة تجتمع في شيء وتتفرق في آخر... يسمى تأملا؛ لأنه مراجعة للنظر كرة بعد كرة حتى يتجلى له وينكشف لقلبه... فالخير والسعادة في خزانة مفتاحها التفكر، فإنه لا بد من تفكر وعلم يكون نتيجته الفكر وحال يحدث للقلب من ذلك العلم، فإن كل من عمل شيئا من المحبوب أو المكروه لا بد أن يبقى لقلبه حالة وينصبغ بصبغة من علمه، وتلك الحال توجب له إرادة وتلك الإرادة توجب وقوع العمل، فها هنا خمسة أمور الفكر وثمرته العلم، وثمرتهما الحالة التي تحدث للقلب، وثمرة ذلك الإرادة، وثمرتها العمل، فالفكر إذا هو المبدأ والمفتاح للخيرات كلها، وهذا يكشف لك عن فضل التفكر وشرفه، وأنه من أفضل أعمال القلب وأنفعها له حتى قيل تفكر ساعة خير من عبادة سنة، فالفكر هو الذي ينقل من موت الفطنة إلى حياة اليقظة، ومن المكاره إلى المحاب، ومن الرغبة والحرص إلى الزهد والقناعة، ومن سجن الدنيا إلى فضاء الاخرة، ومن ضيق الجهل إلى سعة العلم ورحبه، ومن مرض الشهوة والإخلاد إلى هذه الدار إلى شفاء الإنابة إلى الله والتجافي عن دار الغرور، ومن مصيبة العمى والصمم والبكم إلى نعمة البصر والسمع والفهم عن الله والعقل عنه، ومن أمراض الشبهات إلى برد اليقين وثلج الصدور، وبالجملة فأصل كل طاعة إنما هي الفكر، وكذلك أصل كل معصية إنما يحدث من جانب الفكرة.
- ومن فوائد التأمل والتفكر في مخلوقات الله تعالى:
1- زيادة اليقين بالله تعالى وبعلمه وخبرته بخلقه.
2- بيان قدرة الله تعالى ودقَّة إتقانه للمخلوقات.
3- معرفة سعة رحمة الله، وإحسانه إلى خلقه.
4- حقيقة افتقار الخلق، وتذللهم الله تعالى، ومعرفة عجز البشر، وقلة حيلتهم أمام خالقهم.
5- بيان عظم حق الله، وفضله على خلقه وتعداد نعمه .
6- زيادة الخشوع والمناجاة لله تعالى.
7- أنَّ التفكُّر والتأمل من صفات أولي الألباب.
7- نيل الأجر العظيم لأن التفكُّر والتأمل بخلق الله من أجل العبادات.