ما معنى قول اللهم صيباً نافعاً في دعاء نزول المطر

1 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
٢٧ مارس ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 عن عائشة رضي الله عنها؛ قالت: كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا رأى ناشئًا فِي أفق من آفَاق السَّمَاء ترك عمله وَإِن كَانَ فِي صَلَاة وأقبل عليه [ثُمَّ يَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّها]، فَإِنْ كَشَفَهُ اللَّهُ، حَمِدَ اللَّهَ، وَإِنْ مَطَرَتْ، قَالَ: اللَّهُمَّ صَيِّبًا نَافِعًا) أخرجه البخاري.
وفي رواية أخرى: (اللهُمَّ اجْعَلْهُ صَيِّبًا هَنِيئًا).
 
- فمعنى قول النبي صلى الله عليه وسلم اللهم «صَيِّبًا نافعًا»:

الصيّب: هو السحاب المحمل بالغيث الخفيف.
النافع: الذي ينفع البلاد والعباد ولا يترتب على نزوله ضرر.

أي: مَطَرًا نافعًا للعبادِ والبلادِ، وليس مَطَرَ عَذابٍ أو هَدْمٍ أو غَرَقٍ، كما أهلَكَ اللهُ قَومَ نوحٍ بالسُّيولِ الجارفةِ، والصَّيِّبُ: يُطلَقُ على المطَرِ والسَّحابِ. وهو دعاء بالازدياد من الخير والبركة من الله تعالى والانتفاع بخير السماء والأرض.

- ومما يستفاد من هذا الحديث:

1- استحباب التضرع إلى الله عز وجل عند نزول المطر بأن يكون  مطرَ رحمةٍ، لا مطرَ عذاب ولا هدم ولا غرق.

2- أن الدعاء وقت نزول المطر من الأوقات المحببة لرسول الله صلى الله عليه وسلم والتي يستجاب بها الدعاء - فينبغي على المسلم أن يحرص أشد الحرص عند وقت نزول المطر أن يستغله بالدعاء والتضرع لله تعالى -.

- كما يستحب أن يقال بعد نزول المطر دعاء (مطرنا بفضل الله ورحمته) كما ورد في الحديث الصحيح عن زيد بن خالد رضي الله عنه قال: (صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الصبح بالحديبية على إثر سماءٍ كانت من الليل، فلما انصرف أقبل على الناس فقال: هل تدرون ما قال ربكم قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر، فأما من قال: مطرنا بفضل الله ورحمته، فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب، وأما من قال مطرنا بنوء كذا كذا، فذلك كافر بي مؤمن بالكوكب) رواه مسلم.

- ويقول ابن القيم رحمه الله تعالى وهو يتحدث عن نزول المطر: (فيرش السحاب على الأرض رشاً، ويرسله قطرات منفصلة، لا تختلط قطرةٌ منها بأخرى، لا يتقدم متأخرها ولا يتأخر متقدمها، ولا تدرك القطرة صاحبتها فتمتزج بها، بل تنزل كل واحدةٌ في الطريق الذي رسم لها لا تعدل عنه حتى تصيب الأرض قطرة قطرة، قد عينت كل قطرة منها لجزء من الأرض لا تتعداه إلى غيره، فلو اجتمع الخلق كلهم على أن يخلقوا قطرة واحدة، أو يحصوا عدد القطر في لحظة واحدة لعجزوا عنه.

- ثم قال رحمه الله: فـتأمل كيف يسوقه سبحانه رزقاً للعباد والدواب والطير والذر والنمل، يسوقه رزقاً للحيوان الفلاني، في الأرض الفلانية، بجانب الجبل الفلاني، فيصل إليه على شدة الحاجة والعطش). فتبارك الله أحسن الخالقين ورب العالمين.

- وجميع المخلوقات تفرح عند نزول المطر - إلا مخلوق واحد فقط وهو الكلب! والسبب أن الكلب إذا سقط عليه ماء ( على ظهره) خرج له رائحة نتنة جداً يتأذى منها نفسه ولا يطيقها وبالتالي عند سماع رؤية البرق وسماع الرعد يهرع ويختبئ قبل نزول المطر ولا يرغب بنزوله!!

- كما أن نزول المطر وإنحباسه وإنقطاعه من السماء متعلق بأعمال العباد من حيث الصلاح أو الفساد. - فعن عبد الله بن عمر - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:  ولم يَمْنَعُوا زكاةَ أموالِهم إلا مُنِعُوا القَطْرَ من السماءِ، ولولا البهائمُ لم يُمْطَرُوا.