هل تتفق معي في أن حياتنا بلا أحلام قد تبدو نوعًا مملة؟ إنه لشيء رائع أن تستطيع أن تعيش في عالم آخر أثناء نومك، وكأنك لا تضيع أي ساعة من وقتك بلا حياة تعيشها.
أما عن مفهوم الأحلام؛ فلكل مجال تعريفه الخاص للحلم. أما بشكلٍ عام؛ فالأحلام هي مجموعة تخيلات نراها أثناء نومنا، وتختلف في درجات وضوحها وتماسكها ومدى منطقيتها. أما ما أسبابها ولما نراها وما تأثيرها علينا، فسأخبرك القليل.
اختلف الكثير من العلماء حول وظيفة الأحلام. فمنهم من اعتبروها شيئًا بلا أهمية رئيسية، أو أنها ناتج ثانوي لعمليات مهمة تحدث خلال النوم. وآخرون اعتبروها ذات أهمية كبيرة ولها وظيفة رئيسية تعود على الفرد بالكثير من النفع.
يقول البعض ان الحلم ما هو إلا امتداد من العقل الواعي يعكس تجارب يقظتنا. وغيرهم قال إنها عملية تساعد الدماغ على تخزين الذكريات ونقلها من الذاكرة قصير الأمد إلى الذاكرة طويلة الأمد. أو أنها وسيلة تحقيق التوازن النفسي العاطفي داخل الفرد، وهذا باعتبار أن العقل يواجه التجارب والمشاعر عن طريق الأحلام. وغيرهم قال أنها وسيلة لتوحيد الماضي والحاضر والمستقبل. وغيرها من الأمور الكثير التي يظنها العلماء والدارسين في هذا المجال. وبرأيي؛ لا يوجد هناك إجابة كافية ووافية لوظيفة الأحلام حاليًا. ربما سنعرف ذلك في المستقبل، وربما لن نعرف أبدًا!
هنالك الكثير من الأمور التي تؤثر على الأحلام وتؤدي إلى اضطرابها كما يضطرب لدينا النوم. فيُقال أن للكحول والمخدرات تأثير على الأحلام بحيث تجعلها أكثر اضطرابًا، وتأخذها إلى منحنًى أكثر سلبية. وكذلك الأمراض؛ فإن بعضها له تأثير عالنوم بشكل يجعلها أحلامًا مزعجة أو متقطعة وغير واضحة. كالاكتئاب مثلًا، والأرق، وانقطاع التنفس خلال النوم، وغيرها. بالإضافة طبعًا للتعرض للصدمات، إذ أن جميعنا نلاحظ أحلامنا التي نراها بعد تعرضنا لمواقف مفاجئة أو صادمة، حيث يكون الحلم مزعجًا إلى حدٍ ما أو ما شابه.
أما فيما يخص تأثير الأحلام على يقظتنا؛ فبعيدًا عن العلم، إن الأحلام هي وسيلة تؤدي إلى الإبداع. وهذا الرأي هو رأي فنانين ودارسين للعلم المعاصر. وإن العلم بالواقع لا ينفي ذلك، بل ربما أنه يؤيده بعض الشيء أحيانًا نتيجة لما توضّح أن للأحلام تأثير على وظائفنا الحياتية.
ومهما كانت الأحلام ومهما قال فيها العلماء من وظائف وتأثيرات، إلا أنني ما زلت أراها حاجة ملحة وعنصر أساسي لا يمكنني -عن نفسي- الإستغناء عنها. وماذا عنك؟