النحل من الحشرات التي سميت سورة كاملة في القرآن باسمها وهي سورة النحل وترتيبها رقم في سور القرآن، وذلك لما في هذه الحشرة من الإعجاز الإلهي في طريقة حياتها وبنائها لبيتها وتجميعها الرحيق وطبخه في بطنها ثم خروجه منها عسلاً فيه شفاء للناس.
أما في السنة النبوية في وقفت على ثلاثة أحاديث عن النحل:
1. عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ إِنَّ مَثَلَ الْمُؤْمِنِ لَكَمَثَلِ النَّحْلَةِ أَكَلَتْ طَيِّبًا وَوَضَعَتْ طَيِّبًا وَوَقَعَتْ فَلَمْ تَكْسِر ولم تُفْسِدْ" (رواه الإمام أحمد في مسنده وصححه أحمد شاكر والألباني رحمهما الله).
وفي هذا الحديث مدح لهذه الحشرة وثناء عليها حيث شبه رسول الله صلى الله عليه وسلم المؤمن الصالح بها، من حيث أنها لا تقع إلا على الطيب الزاكي من الرحيق وإذا وضعته وأخرجته أخرجته عسلاً طيباً، وهي في ذلك لا تفسد ولا تكسر الزهر الذي تأخذ الرحيق منه، بل تقع خفيفة وترحل خفيفة.
وكذلك يجب أن يكون المؤمن خفيفاً هيناً سهلاً ليس بثقيلاً مفسداً، لا يقع إلا على الطيب من الأمور سواء في عمله وصحبه وأكله ومشربه وماله، ولا يخرج منه إلا الكلام والأفعال الطيبة.
2. عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" عمر الذباب أربعون يوماً والذباب كله في النار إلا النحل " (رواه أبو يعلى الموصلي في مسنده وصححه الألباني في صحيح الجامع، وضعفه بعض العلماء).
والذباب يطلق في الأًصل على جميع الحشرات الطائرة كالذباب والنحل وما شابهها.
وهذا الحديث - لو ثبت- ففيه إعجاز علمي لأن الأبحاث المعاصرة أثبتت أن دورة حياة النحل هي أربعين يوماً، وفيه أيضاً مدح للنحل إذ استثناه من الذباب الذي يكون في النار عذاباً لأهل النار، فالنحل لما كان حشرة نافعة وطيبة لم يجعلها الله في النار.
3. عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال " نهَى النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ عن قتلِ أربعٍ من الدوابِّ النملةِ والنحلةِ والهدهدِ والصُّرَدِ " (رواه أحمد وأبو داود وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود).
وسبب النهي عن قتل هذه الدواب ومنها النحلة هو أن قتلها فيه مفسدة بلا مصلحة ولام منفعة فلا يمكن أكلها وهي في نفس الوقت ليس فيها مفسدة فلا تؤذي ولا تفسد على الإنسان شيئاً من مصالحه.
والله أعلم