ما هي الأحاديث النبوية الصحيحة التي تحدثت عن سوء الخاتمة

1 إجابات
profile/دمحمد-الطويل-1
د.محمد الطويل
دكتوراة في الفقه وأصوله (٢٠١٠-٢٠١٣)
.
٢١ مارس ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 من أخوف الأحاديث التي تحدثت عن سوء الخاتمة حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه المشهور في إرسال الملك لنفخ الروح في الجنين وكتب رزقه وأجله وعمله بأمر الله حيث جاء في الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
( وإن الرجل ليعمل بعملِ أهْل الجنة، حتى ما يكون بينه وبينها إلاَّ ذراع، فيَسْبِق عليه الكتاب، فيعمل بعملِ أهل النار، فيدخل النار)

وقريب من هذه الحديث الحديث الآخر الذي رواه البخاري رحمه الله في صحيحه عن قصة الرجل الذي اتبع رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحبه الكرام في غزوة فقاتل في جيش المسلمين ضد الكفار وكان من أشد الناس قتالاً وبأساً على الكفار حتى قال الناس : ما أجزأ أحد اليوم ما أجزأ فلان ،يعني ما قاتل وفعل اليوم أحد أحسن من هذا الرجل ، ففي نظر الناس هذا الرجل من أحسن الناس وأعلاهم درجة !

فقال رسول الله : " مَن أحبَّ أن ينظر إلى رجلٍ من أهل النار، فلينظر إلى هذا"!

فلما أخبر رسول الله بهذا الخبر تعجب الناس من ذلك كيف يكون هذا الرجل من أهل النار وقد قاتل الكفار أشد القتال ودافع عن المسلمين أشد المدافعة!

فأراد رجل من الصحابة استكشاف الخبر وعلم أن في ذلك سراً فتَبِعه في المعركة ينظر إليه وبتبع حاله،  فلم يزلْ هذا المقاتل الشجاع على هذه الحال من القتال والبأس حتى جُرِح، "فاستعجَل الموت، فقال بذُبابة سيفه فوضَعه بين ثَدْييه، فتحامَل عليه؛ حتى خرَج من بين كَتِفيه" يعني أنه لم يصبر على ألم الجرح فقتل نفسه وانتحر!

قال في الحديث " فجاء الرجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم  فقال أشْهد أنَّك رسول الله، فقال: وما ذاك؟ فأخبَرَه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن العبدَ ليعمل -فيما يرى الناس- عملَ أهل الجنة، وإنه لِمِن أهل النار، ويعمل -فيما يرى الناس- عملَ أهل النار، وهو من أهل الجنة، وإنما الأعمال بخواتيمها»

وفي بعض الروايات أن هذا الرجل سئل قبل موته أجئت حمية للدين فقال بل حمية لقومي!

وكان أكثر دعاء النبي عليه السلام (يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك) وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فماذا نقول نحن عن حالنا!

والغالب أن من عاش على شيء مخلصاً فيه مات عليه، فمن عاش حياته صالحاً مستقيماً صادقاً مخلصاً مات كذلك وفي الحديث (مَن مات على شيءٍ، بعثَه الله عليه).

نسأل الله حسن الخاتمة