أولا يجب أن نعلم ما هو الهجر وما أشكاله لأن الهجر له أشكال متعددة وليس خاصا بترك قراءته فقط .
فالهجر بمعنى الترك ، وترك القرآن والإعراض عنه له أنواع ذكرها ابن القيم رحمه الله حيث قال في كتاب الفوائد : هجر القرآن أنواع:
1. - أحدها: هجر سماعه والإيمان به والإصغاء إليه.
2- الثاني: هجر العمل به والوقوف عند حلاله وحرامه، وإن قرأه وآمن به.
3- الثالث: هجر الحكم به والتحاكم إليه في أصول الدين وفروعه.
4- الرابع: هجر تدبره وتفهمه ومعرفة ما أراد المتكلِّم به منه سبحانه وتعالى.
5- الخامس: هجر الاستشفاء والتداوي به من جميع أمراض القلوب وأدوائها.
ثم قال رحمه الله ( وكل هذا داخل في قوله تعالى: {وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُواْ هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا}، وإن كان بعض الهجر أهون من بعض.)
وهو كما قال لأن هجر القران بترك الإيمان به أو التحاكم إليه كفر ، أما باقي أنواع الهجر فهي معصية .
وكل نوع من هذه الأنواع هناك أحاديث وآيات تنبه عليها وتحذر منها وتذم فاعلها.
ومن الأحاديث التي رويت في هجر القران بمعنى هجر قراءته والنظر فيه والإقبال عليه وحفظه :
1. «إنّ الّذي ليس في جوفه شيء من القرآن كالبيت الخرب» ( رواه أحمد والترمذي ) .
2.(اقرؤوا القرآنَ، واعملوا به، ولا تَجفُوا عنه، ولا تغْلُوا فيه، ولا تأكلوا به، ولا تستكثِروا به) ( رواه أحمد وأبو يعلى )
3. (بئسما لأحدهم أن يقول نسيت آية كيت وكيت، بل هي نسي، استذكروا القرآن، فلهو أشد تفصيًا من صدور الرجال من النّعم بعقله). ( رواه البخاري)
4.( مثل المؤمن الّذي يقرأ القرآن مثل الأترجّة ، ريحها طيّب، وطعمها طيّب، ومثل المؤمن الّذي لا يقرأ القرآن، مثل التّمرة، لا ريح لها وطعمها حلو، ومثل المنافق الّذي يقرأ القرآن مثل الرّيحانة، ريحها طيّب، وطعمها مرّ، ومثل المنافق الّذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة، ليس لها ريح وطعمها مرّ ) ( متفق عليه ) .
5. (تعاهدوا القرآن، فوالذي نفسي بيده لهو أشد تفصيا من الإبل في عُقُلها) ( متفق عليه )
قال ابن كثير بعد أن ذكر بعض هذه الأحايث :
ومضمون هذه الأحاديث الترغيب في كثرة تلاوة القرآن، واستذكاره، وتعاهده؛ لئلا يعرضه حافظه للنسيان، فإن ذلك خطأ كبير. نسأل الله العافية منه.
وقال الإمام أحمد : أكثر ما سمعت أنه يختم فيه القران أربعين يوما .
وكان بعض العلماء يعد من زاد على أربعين يوما دون عذر هاجرا للقران نسأل الله العافية .
والله أعلم