حرّم الله سبحانه وتعالى الظُّلم بشتى أنواعه فقد حرمه تعالى على نفسه، وجعله مُحرَّمًا بين عباده، فإنَّ الظلم إذا عمَّ وساد بين الناس أدَّى ذلك إلى فساد حالهم وقد وردت أحاديث كثيرة عن الظلم وعقابه:
أولا: صح عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قال صلى الله عليه وسلم: (من كانت عنده مظلمة لأخيه من عرضه، أو من شيء فليتحلله منه اليوم قبل ألا يكون دينار ولا درهم، إن كان له عمل صالح أُخِذ منه بقدر مظلمته، وإن لم يكن له حسنات، أخذ من سيئات صاحبه فحُمل عليه) رواه البخاري.
ثانيا: عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قال صلى الله عليه وسلم مَطْلُ الغَنِيِّ ظُلْمٌ، فإذا أُتْبِعَ أحَدُكُمْ علَى مليء فَلْيَتْبَعْ. رواه البخاري. والترمذي في سننه
ثالثا: عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “ثلاثةٌ لا تُردُّ دعوتُهم الصَّائمُ حين يُفطرُ والإمامُ العادلُ ودعوةُ المظلومِ يرفعُها اللهُ فوق الغمامِ وتُفتَّحُ لها أبوابُ السَّماءِ ويقولُ الرَّبُّ وعزَّتي وجلالي لأنصرَنَّك ولو بعد حينٍ”، رواه الترمذي، وصححه الألباني في "صحيح الترمذي" (2050).
رابعا: عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: دعوةُ المَظلومِ مُستجابةٌ، إن كانَ فاجرًا ففجورُهُ علَى نفسِهِ رواه أحمد في مسنده
خامسا: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثُ دعواتٍ مُستجاباتٌ لا شكَّ فيهِنَّ: دعوةُ الوالدِ، ودعوةُ المسافرِ، ودعوةُ المظلومِ. رواه أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجه وابن حبان، وقال الترمذي: هذا حديث حسن - وحسنه الألباني
سادسا: عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: المستبَّانِ ما قالا! فعلى البادي منهما ما لم يعتدِ المظلومُ المحدث: روى أبو داود في صحيحه ومسلم وحسنه الألباني وهو حديث صحيح.
ولأن الظلم من أشنع ما يتصف به الإنسان ولأن عاقبته وخيمة فينبغي على المسلم إقامة العدل والحث عليه فيما بينهم، وينبغي أن يَحذر المسلم مِن أن يَظلم أحدًا وأن يتجنبه فإن أعظم ما يوعظ به الظالِمُ تذكيرُه بالله، وبعظيم قدرته عليه، ولهذا يؤثر عن معاوية رضي الله عنه أنه قال: أخوف ما أخاف من رجل لا يجد له ناصراً إلا الله!!
254 مشاهدة
