ما هي إيجابيات طاقة الكتلة الحيوية وما هي سلبياتها من وجهة نظرك؟

1 إجابات
profile/قصي-خالد-أبوشامة
قصي خالد أبوشامة
ماجستير في تخطيط مدن (٢٠١٩-٢٠٢٠)
.
٠٦ فبراير ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 
لا وجود لمصدر طاقة كامل، فعلى الرغم من وجود مصادر طاقة متجددة وتنوعها، يحمل كل منها محاسن ومساوئ من توليد الكهرباء، بما فيها طاقة الكتلة الحيوية، في هذا السؤال، سنستكشف أبرز إيجابيات طاقة الكتلة الحيوية وسلبياتها عند تسخيرها في توليد الطاقة الكهربائية. 

 

إيجابيات طاقة الكتلة الحيوية وسلبياتها 

إليك بعضًا من أبرز إيجابيات طاقة الكتلة الحيوية وسلبياتها: 

الإيجابيات والسلبيات 


 | إيجابيات طاقة الكتلة الحيوية | سلبيات طاقة الكتلة الحيوية | متجددة | تكاليف طائلة
 | التقليل من كمية المخلفات | ذات متطلبات مساحة عالية
 | موثوقية | بعض الآثار البيئية السلبية 
على الجانب الإيجابي، تتميز طاقة الكتلة الحيوية بوفرتها الكبيرة، بالإضافية إلى موثوقيتها كمصدر للطاقة المتجددة. وقد يساعد تسخير طاقة الكتلة الحيوية في الاستخدامات الكهربائية في خفض كمية النفايات. غير أنه يجدر بنا كذلك النظر في سلبيات هذه الطاقة، فبالمقارنة مع مصادر الكهرباء الأخرى، قد تمتلك طاقة الكتلة الحيوية تكاليف طائلة عند جمعها ونقلها وتخزينها. فضلًا عن ذلك، فإن بناء محطات طاقة الكتلة الحيوية لإنتاج الكهرباء على نطاق واسع قد يتطلب قدرًا كبيرًا من المساحات الأرضية. ناهيك عن بعض الآثار الضارة بالبيئة من الكتلة الحيوية، والتي قد تتفاوت وفقًا لنوع الوقود المستخدم وكيفية جمعه. 

والآن لنتحدث عن هذه النقاط بقليل من التفصيل: 

إيجابيات طاقة الكتلة الحيوية 

 

طاقة الكتلة الحيوية مصدر متجدد للطاقة 

تمثل الكتلة الحيوية مصدرًا وفيرًا للطاقة، فالمواد العضوية في كل مكان حولنا، من الغابات إلى المحاصيل وحتى المخلفات ومكبات النفايات. وجميع الكتلة الحيوية تحصل على طاقتها أصلًا من الشمس، لأنه بفضل التركيب الضوئي، تعاود مصادر الكتلة الحيوية بالنمو مرة أخرى خلال فترة زمنية قصيرة مقارنة مع مصادر الوقود الأحفوري التي تستغرق مئات ملايين الأعوام للظهور مرة أخرى. نتيجة لذلك، لن تنفذ منا الكتلة الحيوية وستبقى مصدرًا متجددًا لإنتاج الطاقة. 

 

طاقة الكتلة الحيوية تساعد في التقليل من النفايات 

تشوب مكبات النفايات عددًا من الآثار الضارة بالبيئة، بما في ذلك تلويث الهواء المجاور والتربة والماء، بالإضافة إلى انبعاثات غازات الدفيئة. 

إذ ينتهي الأمر بكثير من المواد السامة والخطيرة في مكبات النفايات، ويعتمد ذلك على كيفية إدارة هذه المواد، لكنها قد تهدد بتلويث أرضنا وهوائنا ومياهنا، ما يخلف في نهاية الأمر أضرارًا بالبيئة وعواقبها على الصحة البشرية. 

علاوة على ذلك، تعد مكبات النفايات مساهمًا كبيرًا في انبعاثات غازات الدفيئة في غلافنا الجوي، فعندما تتحلل المواد العضوية في المكبات، تبعث غاز الميثان، الذي يمثل أبرز غازات الدفيئة، بالإضافة إلى ثاني أكسيد الكربون ومركبات أخرى. 

لذلك فإن تحويل النفايات إلى محطات طاقة الكتلة الحيوية عوضًا عن المكبات سيساعد في خفض حجم المكبات ويجنبنا مخاطرها، ناهيك عن الاستفادة من مواد النفايات التي كانت ستقبع في المكبات دون فائدة تذكر. 

 

طاقة الكتلة الحيوية مصدر موثوق للكهرباء 

في كثير من الحالات، تتميز محطات طاقة الكتلة الحيوية بسهولة تشغيلها وإيقافها عن العمل، ما يسمح لمشغلي الشبكات الكهربائية باستخدام كهرباء تلك المحطات خلال أوقات الذروة. 

والجدير بالذكر أن طاقة الكتلة الحيوية ليست متقطعة أو متغيرة خلافًا لمصادر متجددة أخرى من الطاقة، مثل طاقة الرياح والشمس، فالشمس لا تسطع على الدوام، والرياح لا تهب دائمًا. وفي غياب تكنولوجيا تخزين الطاقة، ليس بالإمكان الاعتماد دائمًا على الطاقة الشمسية أو طاقة الرياح عندما نحتاج لها. وبالمقارنة، بينما قد تكون بعض مصادر الكتلة الحيوية عرضة للإمداد الموسمي، نستطيع تشغيل محطات طاقة الكتلة الحيوية باستمرار، بغض النظر عن الطقس خارجًا. 

 

مساوئ طاقة الكتلة الحيوية 

 

التكاليف 

بعيدًا عن التكاليف اللازمة لتشغيل محطات طاقة الكتلة الحيوية، توجد تكاليف إضافة عند استخراج الكتلة الحيوية ونقلها وتخزينها قبل البدء بتوليد الكهرباء. ولا تحتاج مصادر الطاقة المتجددة الأخرى إلى القلق بشأن هذه التكاليف الإضافية، لأنها تعتمد على مواد موجودة في موقع الإنتاج أصلًا، مثل الرياح والطاقة والأمواج. 

وقد تختلف التكاليف من محطة طاقة كتلة حيوية إلى أخرى، لكن في بعض الحالات، تمتلك طاقة الكتلة الحيوية القدرة على منافسة الطاقة الشمسية وطاقة الرياح من حيث التكلفة. وتعتمد التكلفة الإجمالية بشكل كبير على نوع الكتلة الحيوية وكيفية تحويلها إلى كهرباء. وفي ظل ذلك، على الرغم من التكاليف الطائلة لطاقة الكتلة الحيوية مقارنة مع البدائل المتجددة الأخرى، فما زالت تكاليفها الباهظة تنافس مصادر الوقود الأحفوري الحالية أو تتفوق عليها: فرغم كل شيء، لا تستدعي الكتلة الحيوية أعمال الحفر في الأرض، والتي تمثل تكاليف عالية ماليًا وبيئيًا. 

 

متطلبات المساحة الكبيرة 

تحتاج محطات طاقة الكتلة الحيوية إلى مساحات كبيرة، ما يحد من عدد المواقع الممكن تحويلها إلى محطات لتوليد الطاقة، فضلًا عن أن الشركات بعض الأحيان تحتاج إلى إنشاء هذه المحطات بالقرب من مصدر الكتلة الحيوية للتقليل من تكاليف النقل والتخزين. 

وقد نحتاج كذلك إلى مساحات إضافية لتنمية المواد العضوية، فإذا بدأت شركات الطاقة بزراعة المحاصيل والأشجار لأجل غاية وحيدة وهي توليد طاقة الكتلة الحيوية، عوضًا عن الاستفادة من المخلفات الزراعية، سيساهم ذلك في بصمة كربونية أكبر لكل وحدة توليد طاقة. 

 

آثار ضارة بالبيئة

كأي أشكال أخرى من الطاقة، فإن إنتاج الكهرباء من الكتلة الحيوية قد يصاحبه عدد من الآثار الضارة بالبيئة. 

أولًا، وفقًا لنوع الكتلة الحيوية المستخدمة لتوليد الكهرباء، فإن ممارسات طاقة الكتلة الحيوية غير المستدامة قد تؤدي إلى إزالة الغابات بمرور الزمن. فالشركات التي تزيل الأشجار والغابات لتوفير المادة اللازمة لمحطات طاقة الكتلة الحيوية تؤثر سلبًا على البيئة الطبيعية وتضر بالمواطن الطبيعية للنبابات والحيوانات التي تسكنها. وقد يؤدي اجترار النباتات والمواد العضوية من الأرض كذلك إلى الإضرار بصحة التربة المحيطة بها، والتي تتطلب كتلة حيوية للإخصاب والتسميد. 

ثانيًا، نحتاج إلى كميات كبيرة من المياه عند زراعة المحاصيل لأجل غاية وحيدة، وهي الحصول على مصادر الكتلة الحيوية، فالنباتات التي نزرعها بحاجة إلى المياه للنمو، وري هذه المواد بصورة مستمرة قد يستنزف الأجسام المائية القريبة ويؤدي إلى الجفاف. 

فضلًا عن ذلك، على الرغم من اعتبار الكتلة الحيوية صديقة للبيئة مقارنة بالفحم، فإن إنتاج الكهرباء من الكتلة الحيوية يطلق الملوثات إلى الهواء، مثل ثاني أكسيد الكربون، وأكاسيد النتروجين، والمركبات العضوية المتطايرة وغيرها. وفي بعض الحالات، قد تكون انبعاثات الكتلة الحيوية وملوثاتها أكثر ضررًا من انبعاثات مصادر الوقود الأحفورية. ويتفاوت أثر هذه الملوثات على البيئة والصحة البشرية. 

وبالإمكان تقليل الأضرار البيئية والصحية للكتلة الحيوية من خلال عدد من الإجراءات، مثل الممارسات المستدامة على الأراضي الزراعية، وإعادة التشجير، والابتكارات التكنولوجية.