الوحدة والعزلة بالحد الطبيعي والغير مؤثر على الحياة النفسية والجسدية والعقلية والاجتماعية والفكرية له إيجابيات كثيرة ومن أهم هذه الإيجابيات والتي تساعد على التطور والنمو على نحو صحي:
الحصول على قدر كافي من العزلة والوحدة سبب في الشعور بالاستمتاع بالأمور الخاصة والشخصية، ففي كثير من الأحيان لا يمكننا أن نقوم بالأمور التي تخصنا كما نرغب لمراعاة الأشخاص المحيطين بنا فدائمًا لا بد من الوصل لنقطة وسطية حين نتواجد ضمن مجموعه ومع شخص اخر، ومن هنا تكون الوحدة سبب للمارسة بعض الأمور بطريقة خاصة تتسق مع الميول والرغبات والحاجات الخاصة وتحقق السعادة دون القلق بالآخرين ففي النهاية اثر الأمر الخاص الذي يمكن القيام به في الوحدة والعزلة يعود على الشخص بشكل فردي، وهنا يمكن أن يتعامل الشخص مع ما لديه من قدرات ومهارات فرديا فلا يقلق بوجوب مراعاة الأخر أو يقلق بأنه لا بد من الآخر أن يراعيه أثناء القيام بالأمور والأنشطة المختلفة نتيجة وجود الفروق الفردية في المهارات والقدرات وما إلى ذلك.
وسيلة للوعي بالذات والملاحقة الذاتية؛ العزلة والوحدة ضمن جو هادئ بعيد عن المشتتات سبب في توفير الوقت الكافي للتفكير في النفس والتجارب وفرصة لأن يعي الفرد ذاته فخلال فترات العزلة نقوم جميعا بالتفكير بمجريات اليوم ومجريات سابقة ونحاول ربط الأمور وتحليلها وتركيبها للنتوصل في آخر المطاف إلى نتيجة معينة تشكل بطريقة أو أخرى بنتية معرفية جديدة نستخدمها في تكوين الذات والنظر للذات بالإضافة إلى التقييم والذي من خلاله يمكن أن نتخذ القرارات الصحيحة لإحداث التغيير، ومن هنا نجد أن الوحدة والعزلة وضمن الوعي بالذات هي سبب في اتخاذ القرارات الصحيحة حيث أن بالوحدة تكون العوامل والمؤثرات البيئية المحيطة أقل تأثيرًا حيث أننا نبتعد عن الاحاكام والآراء المختلفة ونبتعد عن الشعور بالضغط والتوتر الذي يجعلنا في بعض الأحيان مجبرين على التفكير بطريقة معينة لمراعاة أمور وعوامل كثير، وعليه يكون اتخاذ القرار في هذه الفترة مبني على التفكير العمق والهادئ وبعيد عن أي مؤثر يؤثر بشكل سلبي وخاضع لعملية عقلية دقيقة تبدأ من الفهم والاستيعاب لتمر بالتحليل والتركيب لتصل إلى التقييم، واتخاذ القرار الصائب.
العزلة وسيلة يمكن من خلالها زيادة القدرة على التركيز والانتباه؛ فكلما امضى الشخص الوقت الذاتي مع نفسه كلما عمل على تمرين النفس والذات على التركيز والانتباه على الأمور المهمة في الحياة، وكلما زادت نسبة التركيز والانتباه تزيد فرصة الإنتاجية لدى الشخص سواء على المستوى العملي أو العملي، ويشار في علم النفس إلى أن العزلة سبب في الحفاظ على الجهد العقلي والجسدي مقابل المزيد من الإنتاجية، في مختلف المجالات سواء كانت هذه العزلة اجتماعية أو عملية أو علمية.
العزلة والوحدة سبب في إعادة ترتيب الأولويات، حيث أن زيادة التركيز والانتباه سبب في زيادة الوعي بالذات وسبب في منح النفس القدرة على تحديد الاهتمامات من جديد، فالشخص في فترة العزلة يتعرف على نفسه ضمن ما يريد دون التأثر برغبات واحتياجات الآخرين من حوله.
العزلة والوحدة الطبيعية قد يكون سبب في زيادة وتوليد الأفكار الإبداعية، وهذه الأفكار لا يمكن أن تتوافر وتكون موجودة في أجواء فيها الكثير من التشتت بمختلف الأنواع سواء تشتت صوتي أو فكري أو بصري.
في بعض الأحيان تكون العزلة والوحدة سبب في تحسين العلاقات حيث أن وجود بعض التوترات سواء في علاقات الصداقة والزواج والأسرة، تحتاج الابتعاد لفترة من الزمن ليعطي كل طرف من الأطراف فرصة للتفكير واستجماع القوى من جديد، والرجوع للعلاقة بشكل أقوى وأكثر ثقة وحب وتقدير.
إمضاء وقت من الوحدة والعزلة سبب في التخفيف من التوتر والقلق والتخلص من الضغوطات المختلفة في الحياة سواء كانت مرتبطة بالعمل أو بالأسرة أو بالدراسة أو بالمجتمع والدور الاجتماعي، والتخفيف من هذا القلق والتوتر والضغط سبب في تجديد النفسية والشعور بالأمل وسبب في الاستمرار في الحياة من جديد بطاقة اقوى ونشاط وإنتاجية أكبر.