في البداية على من يريد توكيل شخص بأداء حج أو عمرة عن شخص ميت أو شخص كبير في العمر التأكد من حال الشخص الموكل، حيث أنه على الإنسان ان يكون حريصاً وحازماً في هذا الموضوع، وذلك باختيار شخص يطمئن إليه من ناحية علمه وأمانته، أي ينبغي أن يكون الشخص عالماً بأحكام الحج والعمرة وطريقة تأدية المناسك، وأن يكون أميناً بحيث أن يؤدي ما وُكل به بصدق.
لأنه هناك من يكلف من هو جاهل بالأحكام فلا يؤدي المناسك على ما يجب ويذهب الأجر، أو أن يكلف شخصاُ عالماً بالأحكام ولكن لا أمانة عنده فلا يؤدي ما طُلب منه، فعلى الإنسان أن يكون حريصاً في هذا الموضوع.
أما بالنسبة لطريقة التطبيق، فإن المعتمر عن غيره كالمعتمر عن نفسه، والحاج عن غيره كالحاج عن نفسه، وذلك بأن يحرم من الميقات، إذا كان خارج المواقيت، وعند مروره بالميقات ينوي الحج عن الشخص المعني وينوي بقلبه ويقول: لبيك حجاً عن فلان، أو لبيك عمرة عن فلان، ثم يلبي التلبية الشرعية:" لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك"، ويستمر في التلبية الشرعية.
ثم يقوم بالطواف بالنية عن صاحبه، والسعي بالنية عن صاحبةوهكذا في كل المناسك ينوي الأعمال عن صاحبه، والنية تكون بالقلب، ويستحب عند الإحرام أن يقول الشخص المُوكل: لبيك عن فلان، أو لبيك عمرة عن فلان، والبقية النية كافية فيه، نية القلب تكفي.
هذا وتكليف شخص بأداء عمرة أو حج عن ميت جائز، على من تم توكيله أن يكون قد قام بالاعتمار أو الحج عن نفسه، فقد ورد حديث عن ابن عباس أنه سمع رجلاً يقول: لبيك عن شبرمة، فقال: من شبرمة؟ قال: أخ لي، أو قريب لي، قال: حججت عن نفسك؟ قال: لا، قال: حج عن نفسك، ثم حج عن شبرمة. وفي ذلك دليل على أن الأفضل أن يحج أو يعتمر الشخص عن نفسه ثم عن الآخرين.
المصادر
الشيخ ابن باز
الأسلام سؤال وجواب