ما هي أهمية مقدمة البحث العلمي وما هو دورها في الحكم على قوة البحث ككل

1 إجابات
profile/تماضر-الفنش-1
تماضر الفنش
ماجستير في تكنولوجيا التعليم (٢٠١٥-٢٠١٧)
.
٢٣ مايو ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
تعد مقدمة البحث جزء أساسي من أجزاء البحث العلمي التي لا غنى عنها، وتكمن أهمية وجودها في البحث أنها تعطي فكرة عن البحث، وفكرة أولية تثير دافعية المطلع عليه نحو وجهة نظر الباحث ومنطقه وأسلوبه المتخذ في الكتابة، كما تعكس جودة البحث العلمي، ومدى مصداقية النتائج، فكلما كانت المقدمة مختصرة ومثيرة ومكتوبة بلغة سليمة كلما فكر المطلع عليه بالمهارات التحليلية للباحث، وجودة أسلوبه في الكتابة والمنهج العلمي المتخذ.

يجب أن تبين في المقدمة إذا ما تقوم بهذه الدراسة من أجل النقد أو التوصل لاستنتاج جديد على أن تقوم ببيانه في المقدمة دون ذكر للتفاصيل، ويجب أن تجيب في مقدمة البحث عن سؤال: "لماذا قمت باختيار هذه الدراسة بالذات عن غيرها من المواضيع؟".

تهدف مقدمة البحث العلمي إلى الانتقال بالمطلع على البحث من "موضوع البحث العام إلى المجالات المحددة للبحث" عبر تحديد سياق البحث، وتلخيص المعلومات الأساسية حوله، وإعطاء فكرة حول الموضوع، وبيان هدف الدراسة على شكل "فرضية، سؤال، مشكلة بحثية"، حيث تلخص "منطق الباحث" أي وجهة نظره ودوافعه لإجراء البحث العلمي.

من أهم العناصر التي يجب توفرها في مقدمة البحث العلمي:

أولا: جملة مثيرة للاهتمام؛ فيجب أن تعكس مقدمة البحث العلمي أسلوب الكتابة المميز للباحث العلمي، وهي تشكل دافع للاستمرار في باقي خطوات البحث، وفقا لطبيعة البحث العلمي، فإذا يتحدث البحث العلمي عن الفساد في الحكومات؛ فيجب على الباحث أن يبدأ بالحديث عن التشريعات الدولية بمكافحة الفساد "، مثال: " أصدر كثير من الجهات الدولية تشريعات لمواجهة الفساد في مختلف أرجاء العالم، كما أن الحكومات المحلية بكل دولة تُجاهد من أجل اقتلاع الفساد من جذوره، حيث إن لذلك انعكاسات سلبية على الحالة الاقتصادية لأي دولة.. الخ".

ثانيا: بيان المنهج العلمي المتبع في البحث، والمستخدم لتوضيح وتفصيل مشكلة البحث، بحيث يتبع الباحث المنهج التجريبي، المنهج الكمي، المنهج الوصفي، المنهج التحليلي. نجد أن هنالك من يفضل وجود فقرة مستقلة لتوضيح منهج البحث العلمي، وهنالك من يرى أنها تكون ضمن عناصر مقدمة البحث العلمي.

ثالثا: يجب أن تبين مقدمة البحث النتائج المحتملة التي ستتوصل لها الدراسة.

أقدم لك الآن أسلوب كتابة مقدمة البحث العلمي الصحيح:
يجب عليك التفكير ببنية المقدمة بحيث تعمل على تنظيم المعلومات من العامة إلى الخاصة، فعند نهاية المقدمة تقدم مبررات قيامك بالبحث، وإشارة للنتائج المحتملة. هنالك عدة مراحل تمر بها عند كتابة مقدمة البحث العلمي:

أولاً: إنشاء سياق البحث عبر التركيز على أهمية البحث العلمي، ذكر بيانات عامة حوله، طرح ما توصلت له الأبحاث السابقة حول هذا الموضوع، تحديد قيمة البحث بتفنيد فرضيات الدراسات السابقة حوله، الكشف عن فجواتها إذا كانت حقيقية، صياغة مشكلة البحث، الالتزام بالقواعد القانونية للبحث العلمي، بيان أهداف البحث العلمي، تحديد الخصائص الرئيسية للدراسة، وصف النتائج المتوقعة، تقديم لمحة عن منهج الدراسة وهيكلها. يفضل كتابة مقدمة البحث بعد انتهاء الدراسة، لتطابق ما هو موجود في متنها من تقارير ونتائج.

ثانياً: الحديث بانسيابية عند كتابة مقدمة البحث العلمي؛ فيجب أن تبين مقدمة البحث "اهتمام الباحث" بشكل واضح بحيث يتم التركيز على موضوع الدراسة في المقدمة بشكل يضمن الوصول لجوهر الدراسة دون التشتت بالمعلومات العامة. أيضا يجب تقديم مختصر للأدبيات السابقة للدراسة التي تساعد في إيجاد سياق واضح للدراسة، بمعنى أنه تقدم خلفية عامة عن الدراسة من الأدبيات السابقة قبل القيام بعملية التحليل، مع ضرورة توثيق تلك الأدبيات، وبيان الفرضية العلمية التي تقوم عليها الدراسة، وحدد سبب اختيارك لهذا النوع من الدراسة البحثية، والنهج العلمي المتبع في نهاية المقدمة.

ثالثاً: إشراك القارئ في مقدمة البحث العلمي بعدة أمور يمكنك اتباعها لإثارة دافعية المطلع على البحث وجذب اهتمامه، كأن تبدأ المقدمة بقصة، حادثة قصيرة، اقتباس مؤثر، سؤال استفزازي ومثير للتفكير، وكتابة سيناريو محير، مثالً مثيرً، دراسة حالة تبين أهمية مشكلة البحث".