أهمية دراسة مناهج المفسرين تكمن في النقاط التالية:
أولاً: حتى يعلم طالب العلم الذي يحرص على معرفة معاني كلام الله جلّ وعلا مناهج المفسرين وطرائقهم حتى إذا راجع تفسيرا لأحد المفسرين يعلم مع ما يتميز به ذلك التفسير ويعلم منهج المؤلف حتى لا يضيع بين كثرة التفاسير.
ثانياً: من أجل معرفة الأمور التي اختلف فيها المفسرون ومعرفة أسباب ذلك الاختلاف.
ثالثاً: حتى يتعرف طلاب العلم على مناهج المفسرين القديمة والحديثة ويفرق بينهما. لكشف عن مناهج المفسرين وبيان اختلافهم في هذه المناهج وأسباب ذلك الاختلاف.
رابعاً: حتى يتدرب طلبة العلم على التقويم والنقد من خلال دراسة هذه المناهج. وهذه النقطة قد يتخوف منها بعض الأساتذة والطلاب ويقولون من نحن في ساعات معينة حتى نحاكم علَما استمر في تأليف كتابه لسنوات.. ولكن الهدف من ذلك التدريب والتعلم مع التأدب لهم دون إساءة، فالهدف الأساسي هو التعلم على كيفية النقد لهذه المناهج. فلا يعني ذلك الإساءة لذلك الشخص، إنما وصف حالة، وتقييم وضع مثل أن نقول: لم يعتمد ذلك المؤلف على المأثور في التفسير، فهذا نقد وتقويم فلعل المفسر له أسبابه في ذلك.
- وقد تعددت مدارس ومناهج المفسرين ومصادرها إلى عدة مدارس ومناهج منها:
أولاً: مدرسة التفسير البياني وله ثلاث شعب (شعبة المفردات، وشعبة النحو والإعراب، وشعبة البلاغة والبيان) وأهم المصادر في ذلك:
(كتاب المفردات للراغب الأصفهاني، وكتاب السيوطي، وكتاب كلمات القرآن لمحمد حسنين مخلوف. وكتاب الدر المصون في علوم الكتاب المكنون للحلبي، وكتاب تفسير الكشاف للإمام الزمخشري، وتفسير أبو السعود العمادي في كتابه إرشاد العقل السليم إلى معاني الكتاب العظيم).
ثانياً: مدرسة التفسير الأثري النظري والذي جمع بين الأثر والنظر والاستنباط مثل كتاب تفسير القرآن العظيم للطبري وابن كثير، وكتاب فتح القدير للشوكاني.
ثالثا: مدرسة التفسير العقلي، وأهم كتبها كتاب: مفاتيح الغيب للرازي، وكتاب روح المعاني للألوسي.
رابعاً: مدرسة التفسير الفقهي، والتي تهتم بتفسير آيات الأحكام الفقهية، ومن أهم المصادر التي اهتمت بذلك كتاب أحكام القرآن الكريم للقرطبي.
خامساً: مدرسة التفسير الاجتماعي (الإصلاحي) وهي مدرسة معاصرة ورائدها محمد رشيد رضا في كتابه تفسير المنار.
سادساً: مدرسة التفسير الحركي، ويمثلها سيد قطب في كتابه في ظلال القرآن الكريم.
سابعاً: مدرسة التفسير الموضوعي / ورائد هذه المدرسة تفسير نظم الدرر في تناسب الآيات والسور للبقاعي.