لابد أنك فكّرت بذلك فخطر على بالك ما الذي يمكن أن يحدث إذا انعدمت، وما هي الأهمية لوجودها سواء بالنسبة لنا على المستوى الاقتصادي أو الصحي أو الغذائي أو بالنسبة للكائنات الأخرى، سأوافيك ببعض التفاصيل التي ستدرك من خلالها كم أنّ النظام في الطبيعة متوزان ولا غنى عن جزء منه، حتى تتحقق إمكانية العيش على هذا الكوكب.
-التنظيم: لعلّ من أبرز فوائد البحار والمحيطات هي تنظيم نسبة الأكسجين وثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، فهي تعمل بمثابة الجهاز التنفسي للأرض، حيث تنتج الأكسجين الذي تُفرزه العوالق النباتية البحرية والمقدّر ب 50% من الأكسجين اللازم للبقاء للحياة، من جهة أخرى تمتص ثاني أكسيد الكربون والنفايات، إذ تمتص 30% من ثاني أكسيد الكربون العالمي، إضافة إلى تنظيم المناخ حيث أنها تنقل الحرارة من خط الاستواء إلى القطبين كما أنّها تنظّم سقوط الأمطار فتحد من الفيضانات والجفاف.
-الغذاء والدّواء: فالمأكولات البحرية -كما تعلم- صنفاً هامّاً لا غنى للبشر عنه، فهو فضلاً عن طعمه اللذيذ إلا أن فوائده الصحيّة جمّة. إضافةً إلى كون العديد من المواد الموجودة في البحار والمحيطات تدخل في بعض الأدوية التي تعالج أمراضاً كالزهايمر والسرطان وأمراض القلب والمفاصل وغيرها.
-الاقتصاد: حيث يتم من خلال السفن والبواخر التجارية استيراد وتصدير البضائع بين الدّول وكذلك السّفر والتنقل، إضافة إلى توفير فرص عمل جيدة، فضلاً عن الصّيد الذي يعتبر مصدر دخل هام للعديد من الدول.
-الاستجمام: فالأنشطة البحرية المختلفة من ركوب القوارب والصيد والتجديف والتزلج المائي بالمظلة، والتزحلق على الماء والغوص العميق والجولات بالدراجات المائية أو باليخوت أو بقارب البانانا، كلّها تعتبر هواية للكثيرين وتجربة تستحق أن تُعاش.
في اللحظة التي تختفي فيها المحيطات ماذا يمكن أن يحدث؟
ستتحول الأرض -يا عزيزي- إلى صحراء شاسعة!
انتظر، ماذا عن البحار والبحيرات والأنهار؟ هل يمكنها التغلب؟ هل ستكفي وهل ستبقى أصلاً؟
حسنًا، بدون المحيطات سيفقد العالم 97% من مياهه والكمية الصغيرة المتبقية من المسطحات المائية الأخرى لن تكون كافية للحفاظ على دورة المياه حيث ستتبخر برك المياه الصالحة للشرب بصورة سريعة وفي غضون أيام، يموت الناس ومعظم الحيوانات من الجفاف!
أما النباتات فسيكون أمامها بضعة أسابيع قبل أن تبدأ بالتحلل في الهواء الجاف وخلال بضعة أشهر، ستبدأ الغابات بالموت أيضاً.
وكل هذه النباتات الجافة الميتة ستشتعل في نهاية الأمر وفي بضع سنوات سيؤدي ذلك إلى حرق معظم غابات العالم وعند اندلاع هذه النيران الضخمة في جميع أنحاء الكوكب سيصبح الأكسجين ضئيلاً جدّاً.
إذا كان لا يزال هناك بشر بعد كل هذا، فإن الهواء غير القابل للتنفس ودرجة الحرارة الحارقة سيقضيان علينا تماماً، وهكذا تنتهي الأرض وتصبح مثل كوكب الزهرة!
الآن، دع عنك التساؤلات واذهب إجازة لبضعة أيام واستمتع بجولة بحرية جميلة.