سياسة تعليميّة تتطلّب نقلة نوعيّة، نظام يتكوّن من عدّة أجزاء، يبدأ تطويره من أصغر جزء فيه، نعم فلنبدأ من الطالب، لماذا نضع الطالب في قالب واحد؟ "متلقّ فقط"، أيّ اتّصال باتّجاه واحد، اجعل الطالب محور العمليّة التعليميّة، يتوصّل للمعرفة بنفسه، طالب متفاعل، مبتكر ومبدع، أمّا المعلّم فهو موجّه ومشرف على العمليّة التعليميّة، إنّ هذا يتمّ بتطبيق النظريّة البنائيّة في التعليم.
نأتي للمنهاج، لماذا لا نركّز على النوع وليس الكمّ؟ قدّم معرفة ترتبط بالواقع، وفقاً لميول واتّجاهات الطلبة، تحقّق الأهداف التعليمة، إن المناهج بداخلها حشو كبير للمعلومات بلا فائدة، لما لا يتمّ انتقاء ما هو مفيد للإنسان في حياته، ما هو مرتبط بالواقع، وعدم مضيعة الوقت في دراسة مواضيع قد لا تعود بالفائدة على الإنسان، يجب التركيز على المهارات الّتي من الممكن أن تفيد الطالب في مستقبله المهنيّ.
تهيئة بيئة دراسيّة مفعمة بالوسائل التعليميّة للطالب، مثيرات تزيد من دافعيّته نحو التعلّم وتثير تفكيره، لا غنى عن الوسائل التقليديّة الّتي تشكّل خبرة مباشرة للطالب، لكن من الضروريّ مواكبة التطوّر التقنيّ، وتهيئة الغرفة الصفّيّة بالأدوات التقنيّة، كالحاسوب و"data show"، لا بأس من إيجاد بيئة افتراضيّة للتعلم "الواقع المعزّز"،
وتزويد الطلبة بالأجهزة الإلكترونيّة، والعمل على تطوير البنية التحتيّة للشبكة العنكبوتيّة في الأماكن النائية وبناء المدارس والجامعات، يجب التنويع في أنظمة التعليم مثل التعليم النظاميّ، التعلّم المدمج، التعليم الإلكترونيّ، والتعلّم عن بعد؛ لتحقيق المرونة في العمليّة التعليمية بالمكان والزمان.
نأتي للركيزة الأساسيّة للعمليّة التعليميّة "المعلّم"، لا يتوقّف العلم عند آخر يوم في السنة الدراسيّة الرابعة من الجامعة، يجب تهيئة المعلّم للعمليّة التعليميّة، وتقديم دورات تدريبيّة له، وبعثات تعليميّة، اجعله مطّلعاً على كلّ ما هو جديد في العمليّة التعليمة، اسخى بإعطاء المعلّم ما يستحقّ وأكثر، فهو عماد الرقيّ بالأمم، وفّر له الراحة النفسيّة في مكان عمله لكي يصبح معطاء.
لا أعلم لماذا يتولّد لديّ إحساس بأنّ سبب فشل التعليم يعود للإدارة! نعم المدير إذا كان معتدل، حازم، قادر على اتّخاذ القرار، غير متحيّز لأيّ جهة، يسير على مبادئ واضحة، غير متسيّب، قد تنجح إدارة المدرسة للعمليّة التعليميّة، يجب التركيز على تطوير المدراء، تهيئتهم بشكل سليم، حسن اختيارهم، ومراقبة عملهم، يجب إعادة هيكلة النظام الإداريّ في كافّة المؤسّسات التعليمة.
لا تعليم دون إشراف، يجب الاهتمام بقسم الإشراف؛ واختيار أنسب المشرفين من ذوي الشهادات الأكاديميّة العليا، لمتابعة المعلّمين وتوجيههم.
على الجهات المسؤولة توفير الدعم المادّيّ للارتقاء بالعمليّة التعليمة، ورفد وزارة التربية والتعليم بالمعلّم الكفؤ من داخل المملكة وخارجها.
يجب على جميع المؤسّسات التعليميّة تحقيق معايير الجودة الشاملة، والتركيز على البحث العلميّ، ورفع كفاءة أساتذة الجامعات بذلك، ومن الضروريّ الارتقاء بتصنيف الجامعات السعوديّة عالميّاً.