عندما اتخذت قرار أن أبدأ العمل من المنزل شعرت بالحماس حقاً، لأن العمل من المنزل يشعرني بالراحة وتوفير الوقت علي في الذهاب والرجوع من مكان العمل، والاستقلالية في اختيار الوقت الذي أريد أن أعمل به،
لكن عندما بدأت بالعمل الفعلي في الواقع واجهت أكثر من مشكلة، وكانت كالآتي:
*عدم قدرتي على الفصل بين العمل وبين واجباتي وأعمالي المنزلية
(في البداية لم أكن أدرك الأمر جيداً، واخلط بين عملي وبين ما علي فعله بالمنزل من أشغال ومساعدة والداي وتلبية متطلباتهم، وبدأت أشعر أن وقتي يذهب بين محاولتي لتأدية عملي وبين إنجاز واجباتي المنزلية بشكل غير منظم وبنتائج غير مرضية بالنسبة لي، لكني تداركت هذه المشكلة بالفعل وقمت بتنظيم وقتي من خلال تقسيم ساعات يومي وتحديد الأوقات التي أعمل فيها، وأيضاً تحديد ما سوف أقوم به اليوم من واجبات منزلية وأسعى لإنجازها من أجل أن أتفرغ بعد ذلك لعملي)
*العائلة والأقارب والأصدقاء
(لقد أخذ مني الأمر وقتاً طويلاً كي أستطيع أن أشرح لعائلتي ويتفهمون أنني أعمل بشكل فعلي، وأن العمل من المنزل لا يختلف عن العمل في الخارج بمقر المنظمة أو الشركة، وأنني محاسبة على مهام يجب علي إنجازها، ويجب علي العمل بساعات محددة وعدم مقاطعتي على نحو مستمر، وكذلك الحال بالنسبة للأقارب والأصدقاء في استيعابهم أنني لست متاحة كل الأوقات ولدي عملي الخاص الذي يجب أن أقوم بإنجازه)
*شعوري بالملل والكسل
(عدم وجود فريق عمل أو زملاء يعملون معي في نفس المكان يعطيني في بعض الأحيان شعرواً بالملل والتكاسل عن إنجاز مهامي، وذلك لأننا بطبيعتنا نحن البشر نحب العلاقات الاجتماعية في إطار العمل فهي تعطينا نوع من الحافز والتشجيع للاستمرار، وهنا يعود حل هذه المشكلة إلى منظمة العمل نفسها، حيث تسعى بعض المنظمات لأن تبني علاقات جيدة وطيبة مع موظفيها عن بعد من خلال عمل اللقاءات على نحو متواصل وقرب المدراء من الموظفين ومحادثتهم بأي وقت نشاء)
*الروتين في العمل وعدم تعلم شيئاً جديداً
(مع استمرارية العمل بشكل يومي وعلى نفس النهج والتكرار، أشعر بأنني ربما علي أن أتعلم مهارات جديدة وأطور من نفسي وأعمل لذاتي، وقد قمت بتطبيق هذه الفكرة بالفعل وحددت وقتاً قصيراً من يومي بعد انتهائي من العمل، أتعلم فيه شيئاً جديداً قريباً من هواياتي وميولي أو أقرا عن موضوع يثير اهتمامي، باختصار أن أجعل هذا الوقت لتغذية عقلي وتنمية أفكاري)