من أعظم قصص الحب في الاسلام هو حب نبينا لزوجنه السيدة خديجة -رضي الله عنها- فقد كان لها فضل ومكانة عند رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، في حياتها وحتى بعد أن ماتت رضي الله عنها .
- فقد كان النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-يعلن حبه لها وكان يُكثر من ذكرها ويُكثر من الثّناء عليها، وهناك مواقف لحب النبي لخديجة رضي الله عنها . لحديث السيدة عائشة رضي الله عنها حتى أنها كانت تغار منها وهي ميتة لكثرة ما كان النبي يذكرها ويكرم صديقاتها فتقول السيدة عائشة رضي الله عنها : (ما غِرتُ على أحدٍ من نساءِ النبي -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- ما غِرتُ على خديجةَ، وما رأيْتُها، ولكن كان النبيُّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- يُكثرُ ذِكرَها، وربما ذبح الشّاةَ، ثمّ يُقَطِّعُها أعْضاءً، ثُمَّ يَبْعَثُها في صَدائِقِ خديجَةَ، فربما قُلْت له: كأنهُ لم يكُن في الدنيا امرأةٌ إلا خديجةُ! وقد أبدلك الله خيراً منها !؟ فيقول: ( والله ما أبدلني الله خيراً منها إنّها كانت، وكانت، وكان لي منها ولدٌ)
- ومن أجمل قصص الحب بين النبي والسيدة خديجة هو قصة العقد أو ( القلادة ) التي ثارت بداخل النبي عليه الصلاة والسلام الشجون والذكريات , إنها قلادة خديجة التي كانت ترتديها , , فعَنْ عَائِشَةَ ، زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ : " لَمَّا بَعَثَ أَهْلُ مَكَّةَ فِي فِدَاءِ أُسَرَائِهِمْ ، بَعَثَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فِي فِدَاءِ أَبِي الْعَاصِ بْنِ الرَّبِيعِ بِمَالٍ ، وَبَعَثَتْ فِيهِ بِقِلادَةٍ لَهَا كَانَتْ خَدِيجَةُ أَدْخَلَتْهَا بِهَا عَلَى أَبِي الْعَاصِ ، حِينَ بَنَى عَلَيْهَا . قَالَتْ : فَلَمَّا رَآهَا رَسُولُ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، رَقَّ لَهَا رِقَّةً شَدِيدَةً ، وَقَالَ : إِنْ رَأَيْتُمْ أَنْ تُطْلِقُوا لَهَا أَسِيرَهَا وَتَرُدُّوا عَلَيْهَا الَّذِي لَهَا فَافْعَلُوا . فَقَالُوا : نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فَأَطْلَقُوهُ ، وَرَدُّوا عَلَيْهَا الَّذِي لَهَا " .
- ونقول برغم إنشغال النبي عليه الصلاة والسلام في غزواته وأمور المسلمين وبزوجاته , إلا أنه كان منتبها واعيا وعارفا بحاجات وأغراض زوجاته الخاصة بهن , ومن طبيعة الرجل قليل الاهتمام بتفاصيل أمور بيته الخاصة بزوجته , ولكن خير زوج عرفته البشرية يذكر قلائد زوجته ويعرفها ويستطيع تمييزها بعد كل هذه السنين ويحن لها , فيا حبذا تعلم الأزواج من خير زوج صلى الله عليه وسلم.