ما هي أسس الطريقة الصوفية الشاذلية

1 إجابات
profile/دمحمد-الطويل-1
د.محمد الطويل
دكتوراة في الفقه وأصوله (٢٠١٠-٢٠١٣)
.
١٢ يناير ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
الطريقة الشاذلية هي إحدى طريق الصوفية وفرقها التي تنتشر في مصر وخصوصا الإسكندرية ومؤسسها هو أبو الحسن الشاذلي واسمه : علي بن عبد الله المغربي ، وأتباعه ينسبونه إلى آل البيت .

قال عنه الإمام الذهبي رحمه الله  "الشاذلي: أبو الحسن علي بن عبد الله بن عبد الجبار المغربي، الزاهد، شيخ الطائفة الشاذلية، سكن الإسكندرية وله عبارات في التصوف توهم، ويتكلف له في الاعتذار عنها، وعنه أخذ أبو العباس المرسي، وتوفي الشاذلي بصحراء عيذاب متوجهًا إلى بيت الله الحرام في أوائل ذي القعدة 656هـ" .

رحل أبو الحسن إلى فاس وهناك تتلمذ على يد أحد مشايخ الصوفية فيها وهو عبد الله بن حرازم ولبس الخرقة على يديه كما يقولون ، والتقى اثناء اسفاره ورحله بكثير من مشايخ الصوفيه وكبرائهم كأبي الفتح الواسطي وابن مشيش .

ولكن الذي رفع شأن الشاذلي وجعله يرتفع المقامات العلية فيما يقولون هو عزلته في غار في جبل زغوان قرب قرية شاذلة في تونس  ، ومن هنا لقب بالشاذلي ، ثم عاد إلى مصر فصار له اتباع ومريدون .

أما اسس الطريقة الشاذلية فهي لا تختلف من حيث الأصول والخطوط العريضة عن غيرها من طرق الصوفية التي تركز على الزهد والعبادة وتصفيه القلب والإقبال على الخالق والذكر ،  وهذه قواعد عامة لا يخالف فيها مسلم ، وإنما الشأن في كيفية تحقيقها .

جاء في بعض كتبهم مشايخ هذه الطريقة أن أسس هذه الطريقة تقوم على خمسة أسس «تقوى الله في السر والعلانية، واتباع السنة في الأقوال والأفعال، والإعراض عن الخلق في الإقبال والإدبار، والرضا عن الله في القليل والكثير، والرجوع إلى الله تعالى في السراء والضراء»

وقال بعض مشايخهم " الطريقة الشاذلية مبنية على:

1- الذكر مع الافتكار.

2- واليقظة مع الاصطبار.

3- وترك التدبير والاختيار.

4- والجمع على الله مع عدم التفرقة

وقد جمع الشاذلي أورادا معينة بطرقية معنية في كتاب واحد ليقتدي به أتباعه ويلتزموه اشتهر باسم حزب الشاذلي .

كما اشتهر عنهم أنهم يذكرون الله بضمير " هو "  لاعتقادهم أنه أخص اسمائه سبحانه على اعتبار أنه مشتق من هاء اسم " الله " .


وجاء في كيفية الانتساب إلى هذه الطائفة :

" اعلم أن الأخذ على أربعة أقسام:

أحدها: أخذ المصافحة، والتلقين للذكر، ولبس الخرقة، والعدية للتبرك
أو للنسبة فقط.

وثانيها: أخذ رواية، وهي قراءة كتبهم من غير حل لمعانيها، وهو قد يكون للتبرك أو للنسبة أيضا فقط.

وثالثها: أخذ دراية، وهو حل كتبهم لإدراك معانيها كذلك فقط من غير عمل بها.

ورابعها: أخذ تدريب وتهذيب وترق في الخدمة بالمجاهدة للمشاهدة»


والغريب أنه بينما شيخ هذه الطائفة ومؤسسها يرى حرمة السماع وأنه مفسد للقلب ، فإن اتباع هذه الطريقة يحرصون على حضور الموسيقى والمعازف والغناء في اجتماعاتهم واحتفالاتهم !