ما هي أسباب نزول البركة في البيوت ولماذا أصبحنا نفتقدها اليوم

 السبب الرئيس لنزول البركة هو طاعة الله تعالى وتقواه بامتثال أوامره واجتناب نواهيه ووجود التراحم بين أهل البيت واعتيادهم الصدقة.

وافتقادنا البركة اليوم في كثير من بيوتنا سببه انتشار المعاصي في البيوت مع عدم وجود المنكر المصلح، وغلبة الشح والأنانية وحب النفس على الفرد، مع شيوع التدابر وقطيعة الرحم بين أفراد العائلة الواحدة!

فإن الله تعالى ذكره قال (ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يسكبون)

فالإيمان هو سبب نزول البركات وحصول الخيرات ودفع النقمات عن أهل القرية وأهل البيت، والإيمان كلمة جامعة لكل طاعة وقربة قلبية أو عملية، فمتى كان أهل البيت في غالب حالهم صالحين طائعين يتواصون بالخير ويتناهون عن المنكر فإن الله يبارك لهم في بيتهم وأشخاصهم وأرزاقهم.

ومن الأمور التي هي سبب للبركة وهي فرع من فروع الإيمان، الصدقة.
فأهل البيت الذين يعتادون على الصدقة ومساعدة الناس يطرح الله لهم البركة في رزقهم وعمرهم وحياتهم.
كما قال النبي عليه السلام لأسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما (أنفقي ولا تحصي فيحصي الله عليك ولا توعي فيوعي الله عليك) (متفق عليه)
فالجزاء من جنس العمل.

ومن الأمور التي هي سبب للبركة أيضاً وهي من فروع الإيمان كذلك: صلة الرحم.
فقد جاء في الحديث (من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه) (رواه البخاري)
وأقرب رحم لأهل البيت أفراده، فإذا شاعت الرحمة والتواد بين أهل البيت الواحد فرحم الكبير الصغير وبر الابن والده ووصل الأخ أخاه كان ذلك سبباً في نزول البركة في البيت بإذن الله.

ومن الأمور التي هي من أسباب البركة أيضاً: الرزق الحلال.
فإن الله توعد بمحق الحرام في قوله (يمحق الله الربا ويربي الصدقات)
فأي مال حصله صاحبه من حلال وكانت نيته كف وجهه وأهل بيته بارك الله له فيه ووسع عليه، وفي المقابل فإذا حرص على جلب المال من حرامه وحلاله ولم يبال فإن الله يمحق البركة في المال والعيال.

فهذه أهم أسباب البركة وبضدها تمييز الأشياء!

ففي زمننا هذا لما ضعف الدين وصارت الدنيا هي حديث الناس وهمهم وشغلهم الشاغل إلا من رحم ربي وقليل ما هم، وقع بينهم التفريط في أسباب البركة، فصرت ترى الأب يقطع ابنه والابن يهجر أمه، والصدقة لا تكاد تجد لها باباً والزكاة غائبة مضيعة، والبيوت تعوج بالمعاصي والمنكرات ولا نكير من أحد، كان ذلك ولا شك مؤذن برفع البركة وحلول المحق.

نسأل الله السلامة والعافية.