ما هي أسباب طول البلاء وكيف يفترض بالعبد المؤمن التعامل مع ذلك

1 إجابات
profile/دمحمد-الطويل-1
د.محمد الطويل
الفقه وأصوله
.
٠٢ مايو ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
سببه الحقيقي هو قضاء الله وقدره وحكمته التي تخفى على العبد ولن يدركها إلا بعد انتهاء البلاء غالباً أو عندما يرى عاقبة صبره يوم القيامة، وقد يكون العبد سبباً في طول بلائه بمعصيته، وقد يكون رحمة الله به.

فإن البلاء في أصله هو عقوبة للعبد على معاصي كما قال تعالى (وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفوا عن كثير)، وقال تعالى (من يعمل سوءاً يجز به)

فيأتي هذا البلاء ليطهر العبد ويكفر عنه معاصيه، فإذا استيقظ العبد من غفلته وأناب إلى ربه واستغفر من معصيته، وصبر على قضاء الله، وألح على الله بالدعاء اأن يرفع عنه البلاء، فإن الله يرحمه ويعافيه في الغالب.

أما إن استمر العبد في معصيته ولم يستيقظ من غفلته ولم ينتبه أن هذا البلاء عقوبة على معصيته، وأخذ يتسخط على قضاء الله وقدره ويلوم القدر، فإنه بذلك يعين على نفسه، لأنه صار أهلاً لمزيد بلاء وعقوبة، فتزداد عقوبة الله له ويطول عليه البلاء عليه أكثر وأكثر.

ولكن ليس كل طول بلاء سببه معصية العبد، بل قد يكون سببه رحمة من الله للعبد ليرفع بها درجاته ويكفر بها سيئاته، فالعبد قد يكون الله يريد له منزلة عظيمة في الجنة في أعلى درجاتها لكن العبد لا يبلغها بعمله فيبتليه الله ويشدد عليه حتى يمشي العبد على الأرض وليس له ذنب.

جاء في الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (إن العبد إذا سبقتْ له من اللهِ منزلةٌ لم يبلغهَا بعملهِ ابتلاهُ اللهٌ في جسدِهِ أو في مالهِ أو في ولدِهِ ثم صبَّرهُ على ذلكَ حتى يبلغهُ المنزلة التي سبقتْ لهُ من اللهِ تعالى) (رواه أبو داود).

فالذي يحدد سبب طول هذا البلاء وهل هو زيادة عقوبة على معصية أم زيادة رحمة الله، هو حال العبد في هذا البلاء:

- فإن كان العبد يزيده البلاء قرباً من ربه واستغفاراً لذنبه، ومناجاة لله تعالى ودعاءً له ورغبة إليه، وكان في بلائه من الصابرين الراضين المحتسبين الحامدين لله، فهذا البلاء عنده أمارة على رحمة الله به وأرداه الخير له.

كما حصل مع أيوب عليه السلام عندما ابتلاءه بفقد المال والولد والصحة قيل مدة 18 سنة.
وكما حصل مع يعقوب عليه السلام عندما فقد ابنه يوسف حيث كان بين فقده واجتماعه بل أكثر من 60 عاماً فيما قيل.

- وإن كان العبد لا يزيده البلاء إلا تسخطاً ومعصية ولوماً للقدر، فهذا يعني أن هذا البلاء زيادة عقوبة على عقوبة.

والله أعلم