لقد خلق الله الجنّة لعباده المؤمنين وأعدَّ لهم فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر وشوّقهم سبحانه لدخول الجنة بما ذكر فيها من أشكال النعيم. وفي الحقيقة فإن أبواب الجنة مفتوحة لعباده المؤمنين والله يسّرَ دخولها ودعا عباده إليها دعوة شاملة بقوله جل جلاله:{والله يدعو إلى دار السلام ويهدي من يشاء إلى صراطٍ مستقيم} ويكفي أن يؤمن الإنسان بربه ويقوم بما كلّفه به من العبادة مع إخلاص النية لله وإخلاص العمل الصالح لوجه الله وتصفية القلب بحيث لا يكون فيه غشٌّ ولا حقد ولا حسد ولا بغضاء مستحضرا قول الله:{إلاّ من أتى الله بقلبٍ سليم}.
فأسباب دخول الجنة لا تعد ولا تحصى ولكن أساسها الإيمان والعمل الصالح بنص القرآن الكريم:{والذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك أصحاب الجنّة هم فيها خالدون}.
قد تدخل الجنة ببرّك لأمك وأبيك او بإحسانك إلى جارك أو بعطفك على فقير او مسكين أو بترفّقك في معاملة قطة أو طائر أو مخلوق ضعيف من خلق الله أو بصبرك على ما أصابك وعفوك عمّن أساء إليك. لا تدري أي عمل من أعمالك يكون سببا لدخول الجنّة لذلك لا تستصغر أي عمل ولا تتهاون بأي معروف او إحسان مهما كان بسيطا او صغير فقد يكون سببا لدخولك الجنة فقد جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنَّ إمرأة بغيا من بني إسرائيل قد غفر الله لها وأدخلها الجنة بسقيها لكلب قد أنهكه العطش الشديد حيث جلبت له الماء من البئر بحذائها وسقتهُ بيدها حتى ارتوى فكان عملها هذا سبب لمغفرة الله لها.