بسم الله الرحمن الرحيم
الذي في قلبه جفاء لا يهتز لذكرى الحبيب المصطفى صلى الله عليه و سلم.
فليراجع نفسه كل من لا يرتجف قلبه لذكرى مولده العطرة. فإذا كان الله تعالى بجلاله وعظمته يكتبه بجانبه في اللوح المحفوظ و يذكره و يباهي به أمام أعظم خلقه من الملائكة و آدم عليه السلام قبل ولادته عليه السلام، فماذا علينا أن نفعل نحن العباد المقصرون في حقه.
قد يقول قائل إن الإحتفال بمولد الرسول صلى الله عليه و سلم حرام أو بدعة لأن الرسول و لا أصحابه لم يفعلها، فنحن نقول ليس كل ما تركه النبي فهو بدعة:
لما رأى النبي صلى الله عليه و سلم اليهود يصومون يوم عاشوراء صام و أمر بصيامه إبتهاجا و احتفالا بنجاة موسى من فرعون مع أنه لم يصدر عن النبي صلى الله عليه و سلم أن موسى كان يصومه فقال نحن أحق من اليهود بموسى.
مثال آخر: أن الذي لا يستطيع القيام لصلاة الصبح عليه أن يستعمل منبه فلا يقول عاقل أن ذلك بدعة لأنه لم يفعله الرسول صلى الله عليه و سلم بل هو واجب لأنه وسيلة لأجل غاية الصلاة التي هي عبادة.
فكذلك الإحتفال بمولده صلى الله عليه و سلم هو وسيلة للعبادة التي تتجلى في حلقات الذكر و الأذكار و تجديد العهد مع الله و رسوله للإقتداء به صلى الله عليه و سلم. فأنا في حياتي لم أجد منكرات و لا محرمات في هذا اليوم، بل هو ابتهاج و إدخال الفرحة على العائلة من تقديم الهدايا و الأطعمة المستحبة و توسيع على الفقراء بالصدقة إلخ من الأفعال و الأعمال الطيبة. لكن نحن ننكر طبعا على الذي يخرج عن هذا الإطار فيذبح عند القبور أو يتعاطى المحرمات و الإختلاط إلخ... و هذا قليل جدا إن لم أقل أنه معدوم.
فالذي يقول أن النبي صلى الله عليه و سلم يجب أن نقتدي به طول العام ليس يوما واحدا. طبعا، هذا هو الأصل و المطلوب لكن هذا لا ينافي الإحتفال بمولده لأن هذا زيادة في الخير. فما رأيك لو كان الناس منشغلون مثل حال معظم المسلمين اليوم بالدنيا فلا يذكرون نبيهم. أفلا نذكرهم بذلك و لو كان مرة في العام
فإني أخشى أن يكون حال هؤلاء هو حال الذين ينكرون على الناس قراءة القرآن جماعة فهم لا يقرأونه جماعة و لا فرادى و بالتالي يحرم كلا من الأمي و المتهاون من هذا الفضل (أي قراءة القرآن)
و أخيرا أنا أقول أنا أحب النبي محمد صلى الله عليه و سلم و أحب كل ذكرى تقربني لحبه و هذا ليس إطراءا. فما أفعل لمن نزع الله من قلبه الرحمة و الحب لنبيه صلى الله عليه و سلم.