ما هي أسباب الابتلاء بعدم صلاح الأبناء وفسادهم وما هو جزاء الصابر عليه

 الله عز وجل  يبتلي عباده بالشدة وبالضراء وبالرخاء والسراء، وقد يكون الإبتلاء بالولد بعدم صلاحه  وقد يبتليهم  بذلك ليتقرب العبدمن الله وليرجع إلى الله تعالى لأنه يعلم أن الصلاح بيد الله عز وجل فيبتليه ليدعوا الله تعالى بصلاحهم
وقد يبتليهم بها لرفع درجاتهم  ومضاعفة حسناتهم إن صبروا على فساد أبنائهم  وقد يكون هذا الإبتلاء  بسبب ذنوبهم وتقصيرهم بأوامر الله،
 أما إذا كان فساد الأولاد ناتجة عن تقصير والديهم في تربيتهم على البعد عن الحرام، فإن الله تعالى قد يحاسب  الآباء على ذلك التقصير؛فالواجب على الوالدين تنشئة أولادهما على الطاعة، وعلى اللإبتعاد  عن المحرمات. فإذا قصرا كان ذلك تفريطا في واجب مسؤوليتهما،  وإن اجتهد في تربيتهم تربية صالحة وصبر على فسادهم نال أجر الصابرين
وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (أَلاَ كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فَالإِمَامُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ، وَهُوَ مَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ، وَهُوَ مَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ) ، متفق عليه.
كما قال عليه الصلاة والسلام (مَا مِنْ عَبْدٍ يَسْتَرْعِيهِ اللهُ رَعِيَّةً، يَمُوتُ يَوْمَ يَمُوتُ وَهُوَ غَاشٌّ لِرَعِيَّتِهِ، إِلَّا حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ. )متفق عليه.
فلنا في قصة سيدنا  نوح عليه السلام مع ولده عبرة .  وقصة زوجة لوط عليه السلام  عبرة كذلك .
فقد يبتلي الله تعالى الرجل الصالح بعقوق أولاده له ، وعدم صلاحهم وهدايتهم لقوله تعالى  (إنك لا تهدي من أحببت)  و قد يكرمهم الله تعالى بأولاد صالحين كما قال (وكان أبوهما صالحا) ، وهنا نقول بأن على الإنسان واجب شرعي هو أن يقوم بتربية أبنائه تربية صالحة كما أمر الله ورسوله بها  كأن يربي أبناءه على الصلاة و أعمال الدين ، قال الله تعالى (يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم و أهليكم نارا وقودها الناس و الحجارة) فالواجب أن تسعى و تربي و تنصح ، و لكنك لا تضمن أن يهتدي أبناؤك ، فينبغي على الإنسان أن يتقي الله تعالى في تربية أبنائه تربية حسنة  صالحة 
فمن أبتلاه الله تعالى بفساد أبنائه وصبر على ذلك بعد أن اجتهد بكل الوسائل لردعهم عن فسادهم فله من الله تعالى الأجر والثواب والله أعلم