من المهم أولًا معرفة أن تعلم القرآن الكريم يشمل ثلاثة أمور: القراءة، والحفظ، والفهم، وكلها مهمة ليكون تعلم القرآن الكريم تامًا مكتملًا.
وأول أمرين مهمين لابد منهما بطبيعة الحال: اللغة العربية وعلوم التجويد، أما اللغة فالقرآن نزل بلسان عربي مبين، وأما التجويد فحتى تكون قراءته وحفظه على الوجه الصحيح دون لحن أو خطأ، يقول تعالى: {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَٰئِكَ يُؤْمِنُونَ بِه} (البقرة:121)، ومن ثم لا بد من معلم متابع، يعلم قواعد التجويد وكيفية القراءة بها، ويسمع المحفوظ من القرآن، وحتى لأجل أن يشرح ويوضح الآيات الكريمة، لأن تعلم ما هو مفهوم أمر أسهل.
ومن الأمور الأخرى التي قد تكون مساعدة في عملية تعلم القرآن:
- وجود مصحف خاص، فيدون عليه مثلًا الملاحظات التي قد يتلقاها الطالب من معلمه أثناء قراءته.
- الرفيق في هذه الرحلة يشجعه ويدعمه أثناء تعلمه، بل ويأخذ بيده إن تقاعس وفترت همته.
- تحديد ورِد يومي ووقت محدد أمران مساعدان جدًا ويبقيان عملية التعليم منظمة فتسير بسلاسة، وليحرص ألا يبالغ في قدر الورد اليومي بل يجعله ضمن قدرته حتى يبقى قادرًا على الاستمرار، وليحرص أيضًا على اختيار وقت جيد هادىء بعيدًا عن المشاغل، ومن الأمثلة على مثل هكذا وقت بعد الصلوات بشكل عام، أو بعد صلاة الفجر بشكل خاص يقول الرسول ﷺ: (اللهمَ باركْ لأمتي في بكورِها).
- وأخيرًا الاستماع، فهذا أمر سيساعد على ملاحظة كل ماتعلمه من كيفية القراءة، وسيساعد أيضًا على جعل القرآن أمرًا مألوفًا للنفس، فلا يستصعب أثناء حفظه أو قراءته.
ومن عرف فضله أحب تعلمه، يقول تعالى في كتابه العزيز: {إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُور}(فاطر 29)، ويقول الرسول ﷺ: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه).
وكنصيحة أخيرة: الصبر ثم الصبر ثم الصبر، والالتزام والاستمرار حتى يصبح الأمر وكأنه عادة يقول الرسول ﷺ: (مَثَلُ الذي يقرأ القرآنَ وهو حافظٌ له مع السَّفرة الكِرام ومَثَلُ الذي يقرأ وهو يَتعَاهَدُهُ وهو عليهِ شدِيدٌ فله أجران)، ثم النية الخالصة لوجه الله تعالى والدعاء المستمر له سبحانه.
254 مشاهدة
