ما هي أدق نسخة للقرآن الكريم اليوم وأين توجد

1 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
١٣ مايو ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 القرآن الكريم من بداية نزولها ومنذ أن كان في السماء إلى وقتنا الحالي وهو محفوظ بحفظ الله له، قال الله تعالى: {إنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} سورة الحجر آية: 9. 
فلا يوجد نسخة أدق من نسخة أخرى فالله تعالى حفظه من التحريف

- فالله تبارك وتعالى تعهد بحفظ القرآن الكريم وبقي محفوظا إلى هذا الوقت، وقد مرت كتابة القرآن الكريم منذ زمن النبي محمد صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين مرت بمراحل، وقد كانت كل مرحلة من مراحل القرآن الكريم وتدوينه لها سمتها وخصائصها.

- وأما النُّسخة الأصليّة: من القرآن الكريم هي نفسها النسخة التي بين يدينا، إذ أن المصحف الذي بين يدينا اليوم نُقل إلينا بالتواتر، أي تناقلته الأمّة جيل بعد جيل، وقد تم حفظه في الصدور والسطور،
-وكان وما زال كل من حفظ القرآن على صدره أو كتبه يقرأه على شيخه ليتأكّد من سلامة حفظه أو كتابته كلمة بكلمة وحرفاَ بحرف، فلا يدخله الباطل من بين يديه ولا من خلفه،
- فالقرآن الكريم نزل جملةً واحدةً، في رمضان تحديدا في ليلة القدر، ثمّ نزل مفرّقاً من قبل الوحي جبريل عليه السلام على قلب النبي محمّد -صلّى الله عليه وسلّم- واستمر نزوله ثلاثٍ وعشرين سنةٍ، وقد جمع القرآن الكريم وتم حفظه بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم باتفاق الصحابة جميعاً خوفا من أن تتفرق آياته ومن ضياعه بعد وفاة من حفظه

- وقد قال الله تعالى {لاَ تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ *إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقرآنهُ *فَإِذَا قرأناهُ فَاتَّبِعْ قرآنهُ *ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ} سورة القيامة: 16 - 19.

- والمقصود بالآية الكريمة بأن الله تعالى آتاه لنبيه وهو خاتم أنبيائه ورسله محمد صلى الله عليه وسلم ولعددٍ من صحابته الكرام، ومن تبعهم من الصالحين إلى اليوم، وحتى يوم الدين، وقد تدارسوا هؤلاء القرآن الكريم، ولا يزالون يتدارسونه ويستظهرونه، ليتمكنوا من القراءة به في الصلوات المكتوبة، وفي النوافل، وفي الاستشهاد. كما وردت لفظة «الجمع» بمعنى: «الكتابة والتدوين». وقد مرّ جمع القرآن وتدوينه بمراحل ثلاثة:

المرحلة الأولى: جمع القرآن الكريم كتابة من الرسول صلّى الله عليه وسلّم مباشرة:

فقد بقي صحابة النبي صلى الله عليه وسلم يعكفون على حفظ القرآن غيباً، حتى ازداد عدد الحفاظ إلى عدد كبير جدا. وبلّغوه إلى مَنْ بعدَهم

المرحلة الثانية: جمع القرآن الكريم في عهد أبي الصديق رضي الله عنه في مصحف واحد:
قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: رحم الله أبا بكر، هو أول من جمع القرآن بين اللوحين. وكان أبو بكر الصديق رضي الله عنه قد اختار زيدَ بن ثابتٍ لهذه المهمة العظيمة كونه شاباً، حيث كان عمره واحداً وعشرين عاماً،

المرحلة الثالثة: جمع القرآن الكريم في عهد عثمان ذي النورين رضي الله عنه في عدد من المصاحف:
فقد صح عن الصحابي أنس بن مالك حدَّثه أن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قدِمَ على عثمان وكان يغازي أهل الشام في فتح أرمينية وأذربيجان مع أهل العراق، فأفزَعَ حذيفة اختلافُهم في القراءة، فقالَ حذيفة لعثمان: "يا أميرَ المؤمنينَ أدركْ هذه الأمةَ قبلَ أن يختلِفُوا في الكتابِ اختلافَ اليهودِ والنصارى". فأرْسَلَ عثمان إلى حفصة رضي الله عنها أن أرسلي إلينا بالصُّحف ننسخُها في المصاحفِ ثم نردُّها إليكِ. فأرسلتْ بها حفصة إلى عثمان، فأمَرَ زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام فنسخوها في المصاحف رواه البخاري في صحيحه.

أما ما يتداوله بعض النشطاء في مواقع التواصل بأن هناك مخطوطة قديمة للقرآن الكريم٬ عُثر عليها في جامعة” برمنغهام “البريطانية٬ تعود إلى عصر الخليفة أبي بكر الصديق٬ وأنها تعود إلى ما قبل ألف و 370 عاماً على الأقل فهذه المخطوطة أو النسخة لا أحد يعلم من كتبها، هل هو مسلم أم كافر، ولا نعلم على من قرأها من المشايخ، لذلك نقول بأن هذه النسخة ليس لها أي قيمة ما لم توافق كتاب الله الذي بين أيدينا. 

والله تعالى أعلم. 



  • مستخدم مجهول
قام 1 شخص بتأييد الإجابة