لن أتحدث عن قصص تقليدية في الاعتماد على النفس وأهميتها في إيجاد حياة طبيعية خالية من الاضطرابات النفسية وإنما سأتطرق للحديث عن قصتين لشابين مؤثرين ومثلهم الكثير طبعًا:
من أهم قصص الاعتماد على النفس
قصة الشاب يوسف أبو عميرة، وهو شاب فلسطيني ولد بظروف خاصة حيث أنه ولد فاقد لأطرافه الساعدين والقدمين لكن وعلى الرغم من هذه الظروف هو معتمد على نفسه بطريقة كبيرة وهنا ألا ننكر أهمية التنشئة الاجتماعية التي تلقها يوسف من قبل والدته للوصول إلى درجة الاعتماد على النفس التام إن صح القول، فهو ومنذ الصغر معتمد على نفسه وعلى ما يمتلك من مؤهلات جسدية ليكتسب القدرة على الكتابة واستخدام القلم والأدوات المختلفة التي تمكنه من التعليم، وكان طول فترة دراسة معتمد على نفسه ومن الأوائل إلى أن وصل للمرحلة الجامعية ليحصل على تقدير ممتاز فيها في تخصص الشريعة والقانون.
يوسف شاب يقوم بكل الأعمال بشكل شخصي وفردي ولا يطلب المساعدة من الآخرين قادر على تحقيق النجاح الأكاديمي بمفرده وتحقيق الإنجاز على المستوى الاجتماعي فهو قادر على التنقل من مكان لآخر بمفردة يستخدم الكرسي المتحرك بشكل قليل أثناء التنقل فقط إلا أنه في المنزل يعتمد على جسده للتنقل من مكان لآخر، وهنا يشير يوسف إلى أن أي تقصير في الاعتماد على النفس سببه وجود قصور في العقل لا الجسد فعدم القدرة على امتلاك التحدي وفقدان الإرادة هو السبب في فقدان القدرة على الاعتماد على النفس.وفي الآونة الأخيرة قام يوسف أبو عميرة بإنشاء قناة على اليوتوب ليكون مصدر إلهام للأشخاص في هذه الحياة. وليوجه رسالة مضمونها الاعتماد على النفس أمر ممكن مهما كانت الظروف.
ومن الأمور التي طورها يوسف وتدل على اعتماده على النفس بطريقة كبيرة وأنه قادر على أن يكون شخص مستقل رياضة السباحة والجمباز وكمال الأجسام، وهذه الرياضات بلا استثناء تتطلب قدر كبير من الاعتماد على النفس.على الرغم من تواجد يوسف أبو عميرة في قطاع غزة وعلى الرغم من افتقار القطاع لكثير من التسهيلات التي قد يكون بحاجة لها إلا أنه غير مستسلم ومعتمد على نفسه اعتماد تام، ولم يستخدم في يوم من الأيام المبررات من حوله للتقاعس أو للتوقف عن التقدم والإنجاز.
ومن الأمور التي تدل على اعتماد يوسف على نفسه رغبته الكبيرة في السفر لاستكمال دراساته العليا في جامعات توفر له بعض الاحتياجات الشخصية، كما يطمح للمشاركة في البطولات الأولمبية الدولية في مجالات السباحة والكاراتية والجمباز.
____________________________________
ومن القصص الأخرى التي كانت ملفتة للنظر وتمثل بالنسبة لي معنى الاعتماد على النفس
قصة شاب خلق ببعض التشوهات في الوجهة عرضت قصته على تطبيق سناب شات ضمن برنامج born different, وشاهدتها قبل أيام قليلة حيث أجرى هذا الشاب 37 عملية جراحية في الوجه، عندما شاهدت قصة هذا الشاب رأيت ما كونه من ثقة بالنفس واعتماد على الذات في تلبية احتياجاته ومتطلبات الحياة دون استغلال ما لديه من حالة للحصول على ما يرد من الأهل أو الأصدقاء، فهو لم يختبآ خلف ما لديه من حالة ومن أهم أقواله:
(أنا أحب نفسي كما أنا فهذا الشكل وهذه الحالة تجعلني أنا وتخبر من أنا)، وهو شخص ناشط على برنامج tik tok يقدم محتوى ترفيهي يسعى من خلاله إلى إسعاد الناس.
من أهم الأمور التي تظهر ما لدى هذا الشاب الاعتماد على النفس والاستقلالية تعاملة مع نفسه وافتخاره بما لديه من حاله، فهو فخور بنفسه وبما وصل إليه من تقدم وشهرة، وعند النظر لحياته منذ الولادة إلى هذه اللحظة نجد بأنه شخص معتمد على نفسه بطريقة تجعلنا نخجل مما لدينا من أمور تجعلنا متقاعصين وكسولين ومبررين عجزنا بما حولنا من عوامل مختلفة.
كما أنه طور ما لديه من مهارات رياضية في لعبة البيسبول (الكره القاعدة) ويقضي وقته المميز مع الأصدقاء دون الحاجة لوجود أي مساعدة من قبل الآخرين إلا في حالات تصوير الفيديوهات التي يتم نشرها على برنامج tik tok وهو أمر يتطلبه التفاعل الاجتماعي.
ويشير أصدقائه إلى ما لديه من درجة استقلالية حيث أنه يعلم ما يريد ويعلم ما يريد أن يفعل تماما، وهو قادر على الإنجاز أهدافه بطريقة كبيرة ومميزة.
الاعتماد على النفس في كلتا الحالتين سبب من أسباب التقدم والنجاح والتطور وسب في محاربة الاضطرابات النفسية المختلفة التي تنتج عن فقدان الثقة بالنفس لوجود بعض العوامل المحيطة.
190 مشاهدة
