ينبغي ألا يقتصر تعليم الأطفال سواءً في رياض الأطفال أو المدارس على جانب واحد فقط وهو تعليم القراءة والكتابة، إنما يجب أن تنمي مهارات أخرى لدى الطفل مثل الجانب الترفيهي والجانب الثقافي والعلمي حتى، وتعد تنمية مهارة المطالعة إحدى أهم المهارات التي يستحب أن يتقنها الطالب في مراحل مبكرة على أن تكون هناك حصة مخصصة للمكتبة، وتأتي أهميتها من:
أولاً: اعتبار حصة المكتبة تغييراً روتينياً عن الفصل الدراسي، فلا تقتصر الحصة على تنمية المهارة في الفصل بجلب الكتب، بل من المحبب أن تصطحب المعلمة طلابها للمكتبة لتعرفهم على شكلها ومضمونها وآداب التعامل فيها، وكيفية انتقاء الكتب.
ثانياً: عندما تخصص حصة واحدة كل أسبوع مثلاً، فإن الطلاب ينتظرون هذه الحصة بفارغ الشوق، فيحبون الحصة ويحبون محتواها.
ثالثاً: تنمي حصة المكتبة عدة جوانب ومهارات لدى الطفل:
- مهارة الاستماع: عندما تقرأ المعلمة القصص للأطفال بأسلوب مشوق وجاذب، فإن الطفل يحسن الإصغاء لها ويركز في تفاصيل القصة، مما ينمي لدى مهارة الإنصات.
- مهارة القراءة: عندما تعير المعلمة الأطفال قصصاً صغيرة تلائم أعمارهم مضافاً إليها الرسومات، فإن ذلك يحتم عليهم قراءتها ومن هنا يتعرفون إلى كلمات جديدة ويجيدون قراءتها.
- مهارة الاختيار واتخاذ القرار: عندما تتيح المعلمة لطلابها حرية اختيار القصة أو الكتاب الصغير أثناء مدة الإعارة فإن ذلك يكسر حاجز الارتباك لديهم ويعزز مهارة اتخاذ القرارات.
- احترام الوقت: عندما تحدد المعلمة وقتاً معيناً للإعارة والإرجاع فإن الطالب سيلتزم بتعليمات معلمته ويتعلم معنى احترام الوقت وعدم التأخر وإرجاع الحقوق لأصحابها.
- الاعتماد على الذات: وتنمو هذه المهارة من خلال ترك حرية الاختيار للقصة بالمقام الأول، ثم الاعتماد على نفسه في إنجاز مهمة القراءة الموكلة إليه، والاعتماد على نفسه في تذكر يوم إرجاعها.
- تنمي ذائقة الطفل وتزيد محصوله اللغوي: عندما يعتاد الطفل على الاستعارة والقراءة مرة تلو الأخرى فإن ذائقته اللغوية تتطور فلا يعجبه أي كلام غير منمق بعدئذ ويمكن حتى أن يعتاد على العربية السليمة فلا يعود يتقبل المصطلحات غير اللبقة، إضافة كون القراءة تزيد من الكلمات في قاموس الطفل في تعلم الكلام بشكل أفضل.
رابعاً: عندما يعتاد الطفل على حصة المكتبة فإنه يرفض بعدها التعليم التقليدي، مما ينمي لديه ملكة الإبداع والخروج من الصندوق، يأتي ذلك نتيجة تعرضه لنشاط غير منهي مثل حصة المكتبة’ فترتفع سقف متطلباته التعليمية.
خامساً: يصبح الطفل متقبلاً للرأي والرأي الآخر ومجيداً في النقد، ويأتي ذلك نتيجة إشراك المعلمة للطلاب في مناقشة قصة قد قرأتها لهم وإتاحة المجال أمامهم لإعطائها آرائهم، وحينها قد يقول طالب أن القصة لم تعجبه وآخر يعاكسه القول لتطلب المعلمة منهم أسباباً وحججاً لرأيهم، فينتقد أحدهم شخصية معينة لصفة قبيحة فيه، وقد يعبر آخر عن إعجابه بأحد الأحداث في القصة، فتعلمهم المعلمة أثناء هذا الحوار أن آرائهم جميعها صحيحة مما يجعلهم متقبلين لبعضهم البعض.