هناك العديد من الدول في الوطن العربي ينتشر فيها نسب وأقليات من الشيعة فمن أبرز الدول التي ينتشر فيها المذهب الشيعي نجد في إيران وفي العراق والبحرين ولبنان وفي الكويت والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة انتشارا للمذهب الشيعي كما أن في قطر يوجد أقلية من الشيعة.
- ولكن تنتشر بشكل كبير في إيران وتعد ذات الثقل الأكبر في العالم المعاصر، بحيث أصبح من الطبيعي أن يُنظرَ إليها كونَها المعقلَ الحصين للشيعة والمدافعَ الأول عن مذهب آل البيت.
وهناك دول أخرى لا يكاد يذكرون فيها بشكل كبير بل بأقلية.
- ويعود السبب الرئيسي في ظهور مذهب الشيعة في زمن النبي صلى الله عليه وسلم فبعد أن اتفق المسلمين على أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- كخلفية للمسلمين في اجتماع سقيفة بني ساعدة،
- تخلفت طائفة من الصحابة عن المبايعة في البداية لأنها رأت أن تكون الخلافة في آل البيت وليس في قريش أو الأنصار كما كان النقاش،
وقد تزعم هذا الرأي مجموعة من الصحابة الذين ذهبوا ليبايعوا علي رضي الله عنه وهم العباس بن عبد المطلب، والفضل بن العباس، والزبير بن العوام بن العاص، وخالد بن سعيد، والمقداد بن عمرو وسلمان الفارسي، وأبو ذر الغفاري، وعمار بن ياسر، والبراء بن عازب، وأبي بن كعب، لكن عليا رضي الله عنه رفض مبايعتهم وردهم وبايع الجميع أبو بكر الصديق لاحقا.
- فبقيت فكرة أحقية آل البيت في تولي الخلافة في أذهان الكثيرين لإيمان بعض الصحابة بأن تولي الحكم والخلافة ينبغي أن يكون في آل بيت رسول الله، وبقيت هذه الفكرة حتى تولى الخلافة علي بن أبي طالب.
فظهرت حينئذ حركة صغيرة لم يكن لها تأثير كبير وعدد أتباعها قليلون أطلق عليها المؤرخون فرقة السبئية.
- وقد أسس هذه الفرقة عبد الله بن سبأ وهو يهودي من اليمن ادعى الإسلام في زمن خلافة عثمان بن عفان -رضي الله عنه- وقاد عقيدة منحرفة عن علي -رضي الله عنه- حيث ادعي صفات ألوهية له وعظمه وقدسه وهو أول من تكلم بسوء عن صحابة رسول الله وأمهات المؤمنين.
وقد قاد عبد الله بن سبأ فكرا عقائديا باطلا. صحيح أنه لا يملك أن يصنع أحداثا عظيمة كالتي جرت فيما بعد لكنه بالتأكيد استطاع استغلالها بدهاء وحنكة.
- فبعد مقتل عثمان رضي الله عنه حدث شيء مفجع في التاريخ الإسلامي فقد قسم المسلمين سياسيا بصورة واضحة بين مؤيد للشرعية ومؤيد لدرء الفتنة. معارضة سياسية في الكوفة والبصرة ومصر على بعض تصرفات الخليفة في المدينة كان يمكن أن ننتهي بسلام إلا أنه تم استغلالها ليحدث بسببها أول انشقاق في المجتمع الإسلامي.
أما في العصر الحالي فقد ساعدت الثورة الإسلامية في إيران الجماعات الشيعية في الدول العربية على تأجيج الخلاف بين أهل السنة والشيعة وذلك بعد فشل الثورة في الخروج من حدود إيران.
فبدأت المواجهة والصراعات بين السنة والشيعة تتراوح بين صراع فكري يتمثل في محاولة استقطاب الفريقين لأكبر كم من الأتباع من الفريق الآخر، إلى الصراع السياسي والمواجهات المسلحة.
فمثلا نجد بعض السياسيين يقولون بأن التفجيرات في المدن العراقية كانت نتيجة صراع بين الجماعات السنية وغيرها وبين المذاهب الشيعية.
وكذلك الصراع بين الحكومات السنية وجماعات حزب الله في لبنان كانت سبب في الصراع فكانت كل جماعة تفرض سيطرة مذهبها في أوسع نطاق ممكن
ويعود انتشار المذهب الشيعي في إيران بسبب الحكم الصفوي فقد كانت إيران سنية المذهب طوال أكثر من ألف عام ولم يكن فيها سوى أربع مدن شيعية ولكن عقب وصول الحكم الصفوي للسلطة في إيران أعلن فرض المذهب الشيعي الاثنا عشري مذهباً رسمياً للدولة،
وبالرغم من وصول الشيعة للسلطة عبر التاريخ الإسلامي حتى القرن السادس عشر ميلادية 1501 م ووصول الحكم الصفوي للسلطة وفرضه للمذهب الشيعي الاثنا عشري على مستوى الإمبراطورية، مما أدى إلى تحول الشعوب في بلاد الفرس وأذربيجان وبعض الترك ليصبحوا من أتباع الطائفة الشيعية الاثنا عشرية
وقد قام جعفر الصادق بوضع الفقه الشيعي وقد نشر تلاميذه بين الناس وتلقى العلم على يديه آلاف الطلبة واعتبره الشيعة من نجوم الأمة الإسلامية لذا يسمون بالجعفرية أيضاً.