ما هي أبرز الأحكام الفقهية المستنطبة من سورة المجادلة

1 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
٢٠ مارس ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
لكل سورة من سور القرآن الكريم موضوع رئيسي تتحدث عنه بالإضافة إلى موضوعات ومقاصد وأهداف أخرى :

- فأهم موضوع في السورة ، واهم حكم فقهي مستنبط منها هو حكم ( الظهار )

قال الله تعالى : (قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا ۚ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ * الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنكُم مِّن نِّسَائِهِم مَّا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ ۖ إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ ۚ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنكَرًا مِّنَ الْقَوْلِ وَزُورًا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ) سورة المجادلة(1-2).
 
- وقد نزل حكم الظهار في خولة بنت ثعلبة التي كانت تحت أوس بن الصامت ، وكانت حسنة الجسم وكان به لمم فأرادها فأبت ، فقال لها : أنت علي كظهر أمي ، ثم ندم على ما قال . وكان الظهار والإيلاء من طلاق أهل الجاهلية . فقال لها : ما أظنك إلا قد حرمت علي . فقالت : والله ما ذاك طلاق ، وأتت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعائشة رضي الله عنها تغسل شق رأسه - فقالت : يا رسول الله إن زوجي أوس بن الصامت تزوجني وأنا شابة غنية ذات مال وأهل حتى إذا أكل مالي وأفنى شبابي وتفرق أهلي وكبر سني ظاهر مني ، وقد ندم ، فهل من شيء يجمعني وإياه تنعشني به ؟

- فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : حرمت عليه ، فقالت : يا رسول الله والذي أنزل عليك الكتاب ما ذكر طلاقا وإنه أبو ولدي وأحب الناس إلي ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : حرمت عليه ، فقالت : أشكو إلى الله فاقتي ووحدتي قد طالت صحبتي ونفضت له بطني . فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ما أراك إلا قد حرمت عليه ، ولم أومر في شأنك بشيء ، فجعلت تراجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وإذا قال لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : حرمت عليه هتفت وقالت : أشكو إلى الله فاقتي وشدة حالي وإن لي صبية صغارا إن ضممتهم إليه ضاعوا وإن ضممتهم إلي جاعوا ، وجعلت ترفع رأسها إلى السماء وتقول : اللهم إني أشكو إليك ، اللهم فأنزل على لسان نبيك ، وكان هذا أول ظهار في الإسلام .

-أما بقية الأحكام والمقاصد المستنبطة من السورة فتتمثل بالنقاط التالية :
1- إبطال تحريم المرأة المظاهر منها : فالذي كان في الجاهلية هو تحريم المرأة إذا ظاهر منها زوجها، وأن عملهم هذا مخالف لما أراده الله سبحانه، وأنه من أوهامهم وزورهم التي كبَّتهم الله بإبطالها.

2- الوعد والوعيد الشديد لمن حارب الله ورسوله :
الذي أشارت إليه سورة الحديد بمن حاد الله ورسوله؛ لما له سبحانه من تمام العلم، اللازم عنه تمام القدرة، اللازم عنه الإحاطة بجميع صفات الكمال.

3- بيان علم الله تعالى الواسع الذي يعلم السر وأخفى : وأن الله تعالى يعلم جميع ما في السماوات والأرض، ومن ذلك أنه يعلم السر والنجوى، وبيان مصير الذين يتناجون بالإثم والعدوان ومعصية الرسول صلي الله عليه وسلم.

4- فضح المنافقين وبيان ضلالاتهم :  ومنها مناجاتهم بمرأى المؤمنين ليغيظوهم ويحزنوهم، ومنها موالاتهم اليهود، وحلفهم على الكذب.

5- ذكر بعض الآداب في مجلس الرسول صلى الله عليه وسلم. وشرع التصدق قبل مناجاته صلى الله عليه وسلم، وأن على المؤمنين إذا قيل لهم: تفسحوا في المجالس أن يتفسحوا.

6- بيان أن من صفات المؤمنين هو عدم موالاة اليهود والمشركين ، وأن الذين يتولون قوماً معادين الإسلام أعد الله لهم عذاباً مهيناً.

7- العلم بأن الله تعالى هو الغالب ، وبأن هذا الدين هو المهيمن على جميع الأديان السماوية ، حيث قضى الله تعالى بأن يغلب هو ورسله جميع أعداء الدين، وأن الله ورسوله وحزبهما هم الغالبون.

8- أنه لا يكتمل إيمان المؤمن حتى مودة من يحادون الله ورسوله -ولو كانوا أقاربهم- أولئك كتب الله في قلوبهم الإيمان، وأيدهم بروح منه، وأنهم سيدخلون جنات تجري من تحتها الأنهار.