ومن أبرز الأحاديث في بيان فضل هذه الأخوة وعظيم أجرها:
- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم: (سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله... ورجلان تحابا في الله، اجتمعا عليه، وتفرقا عليه)
- وقال صلى الله عليه وسلم: (إن الله يقول يوم القيامة: أين المتحابون بجلالي، اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي)
- وفي الحديث القدسي: (وجبت محبتي للمتحابين فيّ، والمتجالسين فيّ، والمتزاورين فيّ، والمتباذلين فيّ)
- بل قد جعل الله هذه المحبة شرطاً في الإيمان كما جاء في الحديث (لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا..)
أما أبرز الأحاديث عن حقوق الأخوة وواجباتها:
فأجمعها حديث أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (حَقُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ سِتٌّ) قِيلَ مَا هُنَّ يَا رَسُولَ اللَّهِ: قَالَ (ذَا لَقِيتَهُ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ وَإِذَا دَعَاكَ فَأَجِبْهُ وَإِذَا اسْتَنْصَحَكَ فَانْصَحْ لَهُ وَإِذَا عَطَسَ فَحَمِدَ اللَّهَ فشمته وَإِذَا مَرِضَ فَعُدْهُ وَإِذَا مَاتَ فَاتَّبِعْهُ)
فهذا الحديث جمع ستة حقوق:
1. السلام عليه:
- والعلماء يقولون أن بدايته بالسلام سنة مؤكدة،
- أنه سبب في التحاب والتواد بين المسلمين كما قال عليه السلام (أفشوا السلام بينكم).
- أما رد السلام على المسلم إذا طرحه فهو واجب
- يأثم على تركه إذا لم يوجد غيره يرد عليه لقوله تعالى (وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها).
2. إجابة دعوته:
- والعلماء يقولون أنه إذا دعاك لوليمة عرس
- وكانت دعوته لك خصيصاً فيجب عليك إجابة الدعوة ولا يجوز التخلف عنها إلا لعذر،
- أما غيرها من الولائم فإجابة الدعوة سنة مؤكدة.
- وقد أرشدنا النبي عليه السلام إلى إجابة الدعوة ولو مع الصيام
- وأرشد الصائم إذا لم يشأ الفطر أن يحضر ويدعو لأهل الدعوة جبراً لخاطرهم،
- وفي مرة نصح صحابياً بالفطر لتكلف صاحب الدعوة الطعام لهم.
3. النصيحة له:
- وهذا من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر،
- وإذا خصك أنت بالسؤال فيجب عليك نصحه إذا لم يكن في ذلك مضرة عليك،
- سواء في أمر دينه أو دنياه.
4. تشميته إذا عطس:
- بمعنى قول (يرحمك الله)،
- وهذا الحق بعض العلماء يجعله سنة مستحبة وبعضهم يقول هو واجب،
- والأظهر أنه واجب على الكفاية.
5. عيادة المريض:
- لتأنيسه وجبر خاطره،
- وجمهور العلماء يقولون أن هذه سنة مستحبة،
- وقد فرض في فضلها أحاديث كثيرة،
- ولكن الأظهر أنه واجب على الكفاية،
- فيجب على بعض المسلمين زيارة هذا المريض ومؤانسته،
- فإذا زاره البعض سقط الفرض عن الآخرين.
6. اتباع جنازته:
- بمعنى الصلاة عليه ودفنه وهذا واجب على الكفاية بإجماع العلماء.
- وهذه الحقوق والواجبات كلها ترجع إلى أصل واحد
- وهو نشر المحبة والتواد والتعاضد بين أفراد المجتمع المسلم حتى يصبح كالبنيان الواحد.
والله أعلم