ما هي آفاق التوسع الإسلامي في أوروبا؟

4 إجابات
profile/دمحمد-الطويل-1
د.محمد الطويل
الفقه وأصوله
.
١٥ أبريل ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 يظهر من سؤالك أنك تسأل عن المستقبل لأن (كلمة) آفاق تتكلم عن النظر إلى الأفق يعني المستقبل القادم وليس الماضي الغابر.

فإن كان سؤالك كما فهمت فيمكن أن ألخص وجهة نظري في ذلك في النقاط التالية:

1. بعد أن كون المسلمون جاليات في كثير من الدول الأوروبية وكان لبعض تلك الجاليات فضل في نشر بعض تعاليم الإسلام والتأثير على بعض سكان تلك القارة، إلا أن القادم سيكون صعباً وفيه تشديد على المسلمين وأنشطتهم الدعوية تحت دعاوى شتى، وغن كان هذا الأمر يختلف من دولة إلى أخرى ولكن لن تسلم منه دولة غالباً.

فخذ مثالاً ما حدث في سويسرا مؤخراً في هذا العام من إصدار قرار رسمي بمنع النقاب في الأماكن العامة، وكانوا من قبل منعوا بناء المساجد أو المآذن، مع ان سويسرا تعتبر دولة محايدة فيما يقال في العرف السياسي ولم يحصل على أراضيها أي مواجهات تبرر مثل هذا العداء للمسلمين الواضح للمسلمين من وجه نظر كثير من الناس، ولكن السبب يرجع إلى غلبة العداوة الدينية أو عقيدة الولاء والبراء.

وإذا نظرت إلى فرنسا فإن متابعتك للواقع كافية للحكم بحال المسلمين هناك وأي تشديد بلغه الحال على الحجاب وتعاليم الإسلام حتى صار استنكارك لاستهزائهم برسول الله تهمة تستحق المحاكمة!

وانظر إلى تعاطف دول أوروبا كافة مع فرنسا فيما حصل مؤخراً بعد إصرارهم على اعتبار الاستهزاء برسول الله صلى الله عليه وسلم ورسمه والسخرية من ديننا حرية رأي وفكر وتعبير، بحيث وقفوا صفاً موحداً ضد من أنكر ذلك بيده وصرحوا بذلك بينما أشاروا إلى استحياء إلى احترام الأديان.

لذلك فإني أعتقد أن القادم سيكون فيه مزيد شدة على المسلمين سواء في ممارسة شعائرهم الدينية فضلاً عن السماح لهم بممارسة أي أنشطة دعوية.، فلن يكون هناك توسع للمسلمين بل تضييق ولربما يضطر بعد من يفضل التمسك بالإسلام وشعائره العودة إلى بلاده الأصلية بعد أن يجد نفسه عاجزاً عن ممارسة دينه أو تربية أولاده التربية الإسلامية المطلوبة.

لذلك من كان يعتقد أن أوروبا ستصبح قارة مسلمة أو يغلب عليها الإسلام بمجرد الدعوة ومن خلال الأخلاق الحسنة مخطئ والواقع يشهد.

2. أما المستقبل بعد ذلك فإن نبينا صلى الله عليه وسلم أخبر أنه سيكون هناك فتح للقسطنطينية وهو غير فتحها الأول حيث تفتح بالتكبير فقط بدون قتال، وروي في حديث أن روما ستفتح أيضاً لكن ححديثاًفتح روما ضعفه بعض العلماء وحسنه بعضهم.

روى مسلم في صحيحه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (سَمِعْتُمْ بِمَدِينَةٍ جَانِبٌ مِنْهَا فِي الْبَرِّ وَجَانِبٌ مِنْهَا فِي الْبَحْرِ؟ قَالُوا: عَمْ، يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَغْزُوَهَا سَبْعُونَ أَلْفًا مِنْ بَنِي إِسْحَاقَ، فَإِذَا جَاءُوهَا نَزَلُوا، فَلَمْ يُقَاتِلُوا بِسِلَاحٍ وَلَمْ يَرْمُوا بِسَهْمٍ، قَالُوا: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ، فَيَسْقُطُ أَحَدُ جَانِبَيْهَا الَّذِي فِي الْبَحْرِ، ثُمَّ يَقُولُوا الثَّانِيَةَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ. فَيَسْقُطُ جَانِبُهَا الْآخَرُ. ثُمَّ يَقُولُوا الثَّالِثَةَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ. فَيُفَرَّجُ لَهُمْ، يَدْخُلُوهَا فَيَغْنَمُوا..".

قال الشيخ أحمد شاكر رحمه الله "
فتح القسطنطينية المبشر به في الحديث سيكون في مستقبل قريب أو بعيد يعلمه الله عز وجل، وهو الفتح الصحيح لها حين يعود المسلمون إلى دينهم الذي أعرضوا عنه، وأما فتح الترك الذي كان قبل عصرنا هذا فإنه كان تمهيداً للفتح الأعظم.."
 
وروى أحمد في المسند عن أبي قَبِيلٍ، قَالَ: " كُنَّا عِنْدَ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِي، سُئِلَ:  الْمَدِينَتَيْنِ تُفْتَحُ أَوَّلًا: الْقُسْطَنْطِينِيَّةُ أَوْ رُومِيَّةُ؟ فَدَعَا عَبْدُ اللهِ بِصُنْدُوقٍ لَهُ حَلَقٌ، قَالَ: أَخْرَجَ مِنْهُ كِتَابًا، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ: بَيْنَمَا نَحْنُ حَوْلَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَكْتُبُ، إِذْ سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُّ الْمَدِينَتَيْنِ تُفْتَحُ أَوَّلًا: قُسْطَنْطِينِيَّةُ أَوْ رُومِيَّةُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَدِينَةُ هِرَقْلَ تُفْتَحُ أَوَّلًا)، يَعْنِي: قُسْطَنْطِينِيَّةَ ". (والحديث صححه الذهبي والحاكم وابن حجر وضعفه غيرهم)

فهذه الأحاديث فيها بشريات للمسلمين بعودة القوة والتمكين لهم إن شاء الله.

أما إن كان سؤالك عن فتوحات المسلمين السابقة في أوروبا وآثارها:
ملخص ذلك أن الذي فتحه المسلمون في أوروبا هي إسبانيا والبرتغال وجزء من فرنسا من جهة الغرب، والقسطنطينية مع أجزاء من شرق أوروبا كبلغاريا وصريبا والمجر والبوسنة وكوسوفو إضافة إلى بعض الجزر البحرية التابعة لإيطاليا

وقد ترك المسلمون حضارة دينية وعلمية وهندسية ما تزال آثارها شاهدة إلى الآن، وما فيه أوروبا الآن من تقدم يعود في بعض جذوره إلى إسهامات المسلمين وتقدمهم لما كانوا متمسكين بدينهم، وقد شهد بذلك كثير مفكري أوروبا.

والله اعلم 

profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
١٤ أبريل ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 بدأ المسلمون يفكرون في فتح أوروبا ونشر الإسلام فيها من الجهة الشرقية من خلال محاولات المسلمين المتكررة لفتح القسطنطينية منذ خلافة معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه، ولكن تأخَّر فتحها لحصانتها حتى أتَّم الله عز وجل فتحها على يد المجاهد المسلم القائد محمد الفاتح في عام 857 هـ الموافق 1453 م.

- وكان لدخول الإسلام إلى أوربا دور كبير في تقدمها علميًّا وحضاريًّا وأخلاقيًّا. وقد دخل عدد كبير من الأوروبين الإسلام بحكم الصلات التاريخية مع العالم الإسلامي؛مما أدَّى إلى ازدياد فرص التفهم لطبيعة الإسلام عند هؤلاء الأوربيين على اختلاف نزعاتهم الفكرية ومستوياتهم الاجتماعية.

- ولكن المسلمين في أوروبا يواجهون كثير من المشكلات وعلى رأسها:
أولاً: الجهل بتعاليم الإسلام وأحكامه، كذلك الجهل بواقعهم الذي يعيشون فيه.
ثانياً: عدم وجود قيادة فكرية ناضجة تحتويهم.
ثالثاً: وجود الخلافات الداخلية مثل الخلافات العرقية والمذهبية.
رابعاً: كما يعانون من مخاطر الاغتراب الفكري والروحي.
خامساً: محاربة بعض الأنظمة الأوروبية للإسلام ولحجاب المرأة المسلمة كفرنسا وسويسرا وغيرهم.
سادساً: عدم الاعتراف بهم كدين رسمي مثل ألمانيا وهولندا وفرنسا.
سابعاً: عدم تطبيق دينهم في ظلِّ مجتمع صناعي علماني اختفت منه المظاهر الدينية والروحية.

- أمَّا من جهة الغرب للقارة الأوروبية فقد تمكَّن القائد المسلم طارق بن زياد من فتح الأندلس في عام (91 هـ- 710 م)، وتوغَّل المسلمون في شبه جزيرة الأندلس وعبروها لفتح فرنسا، حيث اجتازت جيوش المسلمين جبال (البيرنييه) الفاصلة بين الأندلس وبين فرنسا، وتقدموا شمالاً إلى أن وصلوا إلى مدينة (بواتييه) الفرنسية، والتي جرت على مشارفها معركة (بلاط الشهداء) في عام (114 هـ - 723 م)، وقد انهزم جيش المسلمين في هذه المعركة هزيمة قاسية وقُتِل منه الكثير، وبهذه المعركة توقف المدّ الإسلامي للقارة الأوربية من هذه الجهة.

- وأصبح في الأندلس حضارة إسلامية أوروبية لم يشهد التاريخ مثلها! فقد كانت مركز إشعاع وتنوير في غرب أوربا، وقد أصبحت (مدينة طُلَيْطِلَة) التي استولى عليها الإسبان عام (478 هـ- 1085 م) مركزا مهمًّا وحيويًّا لنقل العلوم وترجمتها من العربية إلى اللاتينية، فكانت تُعَدُّ المنارة الهادية لطلاب العلم من كافة أنحاء أوربا الغربية والوسطى، وظلت (طليطلة) قرابة أربعة قرون المركز الثقافي والديني الأول في شبه جزيرة إسبانيا (الأندلس).

- أما من الجهة الجنوبية للقارة الأوربية، فقد تمكن المسلمون من فتح جزيرة سردينيا عام (95 هـ- 810 م)، ثم جزيرة كريت، ثم قام أسد بن الفرات بقيادة أسطول مسلم لفتح جزيرة صقلية المنفذ الجنوبي لأوربا الوسطى عام (212 هـ- 827 م)، وتم فتح (باليرمو) عام (216 هـ- 831 م).

- وقد حاول المسلمون فتح جنوبي شرقي أوربا عن طريق (القسطنطينية) منذ القرن الأول الهجري، ولكن تأخَّر فتحها لحصانتها حتى أتَّم الله عز وجل فتحها على يد المجاهد المسلم القائد محمد الفاتح في عام 857 هـ الموافق 1453 م، وتحقق في هذا القائد ثناء النبي صلى الله عليه وسلم عندما قال: "لَتُفْتَحَنَّ الْقُسْطَنْطِينِيَّةُ، فَلَنِعْمَ الأَمِيرُ أَمِيرُهَا". وقد اتخذ محمد الفاتح مدينة القسطنطينية عاصمة لدولته، وأطلق عليها اسم (إسلام بول) أي دار الإسلام، الذي حُرِّف بعدئذ إلى (إستانبول)، واستمرت المدينة عاصمة للبلاد حتى سقطت الخلافة العثمانية.

- ويعود الفضل بعد الله تعالى للخلافة العثمانية في فتح وسط أوربا؛ حيث فتح العثمانيون منطقة البلقان في عام (756 هـ- 1355 م)، ودانت لهم كل بلدان أوربا الوسطى الواحدة تلو الأخرى، فتم فتح بلغاريا في عام (774 هـ- 1372 م)، وفُتِحت بلاد الصرب في عام (788 هـ- 1386 م)، والبوسنة والهرسك في عام (792 هـ- 1389 م)، وكذلك كرواتيا وألبانيا وبلجراد وبلاد المجر. كما أن الجيوش العثمانية بقيادة السلطان سليمان القانوني وصلت إلى أسوار فيينا وحاصرتها في عام (936 هـ- 1529 م)، ولم تتمكن من فتحها كذلك بعد أكثر من مائة وخمسين عامًا في عام (1094 هـ- 1683 م) في عهد السلطان محمد الرابع.

- وقد بقيت معظم هذه الأراضي بيد المسلمين وتابعة للخلافة العثمانية طوال فترة قوتها، ولكنها بدأت تتفلَّت تدريجيًّا مع دخول الدولة العثمانية في مرحلة الضعف، ولم يبق للخلافة العثمانية في عام (1337 هـ- 1918 م) إلا مدينة إستانبول على أرض القارة الأوربية. وقد ترتب على بقاء هذه المناطق الأوربية لفترات طويلة في ظلِّ الخلافة العثمانية أن أصبحت مناطق بأسرها ذات أغلبية مسلمة، مثل: مقدونيا، وألبانيا، والبوسنة والهرسك، والجبل الأسود، وجاليات إسلامية ضخمة في بلغاريا ورومانيا.


ويرجع دخول أغلب سكان المناطق التي سيطر عليها العثمانيون في الإسلام إلى معاملة المسلمين لأهل هذه البلاد بالعدل والمساواة، فكان الشخص القروي الضعيف الفقير يستطيع أن يرتقي إلى أعلى المراكز وأكثرها نفوذًا في الإمبراطورية العثمانية، وهو شكل من أشكال العدالة الاجتماعية كان مستحيلاً في المجتمعات الأوربية المعاصرة للعثمانيين. كما حلَّ الأمن في هذه المناطق مكان الصراع والفوضى، واستفادت أوربا من التنظيم الدقيق للعسكرية التركية، وكذلك من النظم الإدارية التي تعتمد على الكفاءة بالدرجة الأولى.

- ولمزيد من التفاصيل انظر (هنا)

profile/أشرف-مرتجى
أشرف مرتجى
مساعد إداري في القطاع الخاص
.
١٨ مايو ٢٠١٩
قبل ٦ سنوات
لقد شهدت أوروبا توسعا إسلاميا كبيرا له آفاق متعددة، فلقد عاشت اوروبا تحت الحكم الاسلامي فترة من الزمن فقد سقطت القسطنيطنية وروما بيد المسلمين.
فقد استطاع طارق بن زياد من السيطرة على بلاد الاندلس وهناك بدأ يفكر في التقدم أكثر نحو البرتغال ومناطق اوروبية أخرى.
لقد كان تفكير والي المغرب موسى بن نصير نشر الدين الاسلامي في أوروبا والسيطرة على الموارد الاقتصادية لبلاد الاندلس بدلا من السيطرة على المناطق الصحراوية في القارة الافريقية.

profile/محمد-حامد-شقورة
محمد حامد شقورة
أستاذ لغة عربية
.
١٨ مايو ٢٠١٩
قبل ٦ سنوات
بفتح الأندلس وقيام الخلافة الإسلامية على أراضيها إتسع النفوذ الإسلامي بشكل متسارع من المشرق العربي وشبه الجزيرة العربية إلى بلاد الغرب حيث أسبانيا وإيطاليا وروما والقسطنطينية وقد أثرت الحضارة الإسلامية وتأثرت بغيرها من الحضارات خلال هذا التوسع في الأفق الإسلامي.