ما هو ورد التسبيح الأكبر وما هو فضله

1 إجابات
profile/دمحمد-الطويل-1
د.محمد الطويل
دكتوراة في الفقه وأصوله (٢٠١٠-٢٠١٣)
.
١٤ مارس ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
هذا ورد اخترعه فيما ينقل عنه الشيخ " محمد زكي إبراهيم " أحد رواد الطرق الصوفية المعاصرين ، ويطلق عليه عند الصوفية " الإمام الرائد القطب " و " رائد العشيرة المحمدية " وهو مؤسس  الطريقة المحمدية الشاذلية ، ويرجع نسبه فيما يذكر إلى آل البيت .

ومن ضمن الأوراد التي استحبها لمريديه ما يسمى بورد التسبيح الأكبر ، حيث ينقلون عنه أن هذا الرجل أوصى به أتباعه وخاصته وأخبرهم أنه من أسباب الفتح الكبير والمدد الوفير .

ونص هذا الورد طويل وألفاظه في أكثرها تسبيح لله تعالى سواء بآيات قرآنية أو بسجع محدث ، ومنه : 
" .. سُبْحَانَ اللَّهِ الرَّحِيمِ الرَّحْمَنِ ، سُبْحَانَ الَّذِي عَلَّمَ الْقُرْآنَ ، خَلَقَ الإِنْسَانَ ، عَلَّمَهُ الْبَيَانَ .
سُبْحَانَ الَّذِي أَجْرَى الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ بِحُسْبَانٍ ، سُبْحَانَ مَنْ لَهُ النَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ ، سُبْحَانَ مَنْ رَفَعَ السَّمَاءَ وَوَضَعَ الْمِيزَانَ ، سُبْحَانَ مَنْ بِأَمْرِهِ مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ ، بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لا يَبْغِيَانِ . سُبْحَانَ مَنْ لَهُ الْجَوَارِي الْمُنْشَآتِ فِي الْبَحْرِ كَالأَعْلامِ ، سُبْحَانَ اللَّهِ ذِي الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ .
سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ ، سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ (ثَلاثًا) .
سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ : عَدَدَ خَلْقِهِ ، وَرِضَاءَ نَفْسِهِ ، وَزِنَةَ عَرْشِهِ ، وَمِدَادَ كَلِمَاتِهِ . (ثَلاثًا) 
سُبْحَانَ مَنْ تَسَرْبَلَ بِالْمَجْدِ وَتَوَشَّحَ بِهِ ، سُبْحَانَ مَنْ تَفَرَّدَ بِالْعِزِّ وَتَعَطَّفَ بِهِ ، سُبْحَانَ مَنْ لا يَنْبَغِي التَّسْبِيحُ إِلا لَهُ ..."

والصحيح أن هذا الورد ليس مستحباً ولا فضيلة له وهو وإن كان يعتمد على التسبيح في أكثر ألفاظه ، إلا أن صياغته بهذه الطريقة المحدثة والجمع وادخال السجع فيه وتسميته بورد التسبيح الأكبر واعتقاد فضيلة خاصة له واستحبابه، كل ذلك بدعة لم ترد عن السلف الصالح .

وكل خير في اتباع من سلف ، وكل شر في ابتداع من خلف .

ولو كان هذا الدعاء فيه هذا الخير والفضيلة لدلنا عليه رسول الله صلى عليه وسلم .

جاء في مصنف عبد الرزاق  عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ قَالَ: " سَمِعَ ابْنَ مَسْعُودٍ، بِقَوْمٍ يَخْرُجُونَ إِلَى الْبَرِّيَّةِ مَعَهُمْ قَاصٌّ يَقُولُ: سَبِّحُوا، ثُمَّ قَالَ: " أَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ، وَلَقَدْ فَضَلْتُمْ أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِلْمَا، أَوْ لَقَدْ جِئْتُمْ بِبِدْعَةٍ ظَلْمَاءَ، وَإِنْ تَكُونُوا قَدْ أَخَذْتُمْ بِطَرِيقَتِهِمْ، فَقَدْ سَبَقُوا سَبْقًا بَعِيدًا، وَإِنْ تَكُونُوا خَالَفْتُمُوهُمْ فَقَدْ ضَلَلْتُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا، عَلَى مَا تُعَدِّدُونَ أَمْرَ اللَّهِ؟ " .

فمع أن هؤلاء القوم إنما كانوا يسبحون فقط ومع ذلك أنكر عليهم ابن مسعود هذه الهيئة التي لم ترد عن النبي عليه السلام وعن السلف .

والله أعلم