ما هو مفهوم تزكية النفس بالمفهوم الصوفي

1 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
٠٧ مارس ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
مفهوم تزكية النفس هي : تربية المريد على نقاء السريرة واستقامة الجوارح عبر التخلي والتحلي للوصول بالنفس البشرية إلى مرحلة التقوى .

- وقد وردت تزكية النفس في القرآن الكريم في أكثر من موضع منها :

1-قول الله تعالى :( رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ) سورة البقرة 129 .

2- وقول الله تعالى :( لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ) سورة آل عمران 164

3- وقول الله تعالى :(الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى) سورة النجم 32

4- وقوله تعالى :(هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ) سورة الجمعة2

5- وقوله تعالى :( قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا) سورة الشمس9
 
- ويحتجون على مشروعية التزكية : بأن التزكية هي وظيفة ربانية كلفها الله تعالى للنبي محمد صلى الله عليهوسلم واستودعها أمانة عنده ليقوم بتأديتها وتبليغها إلى أصحابه ومن بعدهم إلى يوم القيامة .

- فكان نصيب التزكية من دعوة النبي صلى الله عليه وسلم هو الثلث :
1- تلاوة القرآن الكريم .
2- تعليمهم الفقه والعلوم الشرعية .
3- تزكية أنفسهم 

- وتهدف تزكية النفس إلى ما يلي :
1- تحصيل التقوى والخوف والخشية من الله تعالى .
2- إنقاذ النفس من المعاصي والذنوب بقصد الوصول بها إلى بر النجاة والتقوى ، بعيدا عن التدسية والتغطية والانحراف والضلال المتأتين عن اتباع الهوى والإعراض عن الوحي .
3-تخلي النفس عن أهوائها ووساوس الشيطان الرجيم للوصول بها إلى المراقبة والمحاسبة.
4- نقل النفس إلى مقام التقوى الذي يُطاع به الله ويُعصى به الشيطان والهوى والشهوات.

- ويعتبر الفكر الصوفي أن هناك طريقاً على المريد أن يتبعه ليرتقي بنفسه لدرجة يستطيع بها الوصول إلى المخفي والأخفى وهي: تزكية النفس (المادية)، وتزكية القلب (الروحية) لتصبح وعاء للحب الإلهي (العشق) والتجلي الروحي وتفريغ محركات الأنانية والذكر غالبًا بتكرار أسماء الله.

- وأن مراحل تزكية النفس تمر من خلال ستة طرق أو ستة لطائف هي :
1- النفس : والتي تمر بثلاث مراحل تبدأ بـ "النفس الأمارة" وتمر بالنفس اللاوامة وتنتهي بالنفس الراضية .

2-القلب الروحي : وهو عبارة عن بوابة العشق أو الحب الإلهي. 

3- الروح ( عالم الأعراف )  فعندها يتمائل ذكر اسم الله، "يا الله" يقابل النبض الاهتزازي. يتم التأمل الروحي بهذه الطريقة. يعتبر هذا تقدم في المرتبة والوضع وهو أفضل من القلب. يصبح المري قادرا على السفر إلى عالم النفوس (محطة رئيس الملائكة جبرائيل). يحترق الغضب والغيظ المتصلان به ويتحولان إلى جلالة.

4-مرحلة السر : وهي تسجل أوامر الله للفرد في تشابه ما هو موجود أصلاً في اللوح المحفوظ بعد تفعيله، يتعرف الإنسان على عالم المثال يرتبط هذا المركز بالوعي. ويمكن إيقاظ السر بالتأمل والتركيز الأحادي على اسم الله، "يا حي يا قيوم". في حالة الحلم أو من قبل الانفصال الروحي عن الجسد المادي في "التأمل التجاوزي" يصل المريد في رحلته إلى عالم الأسرار. 

5- الخفي : فعند التأمل، يذكر اسم الله "يا واحد". إنه أخضر اللون ويمكن أن يصل إلى عالم التوحيد. مصطلح خافي يعني غامضة، غامضة أو كامنة الدقة. وهو يمثل الحدس. 

6- الأخفى : ويتم إيقاظه بالتأمل على اسم الله "يا أحد". وهو مرتبط بحجاب عالم التوحيد الذي هو عرش الله. 

 - وعليه : فالصوفية هي جزء من السنة وليست هي السنة .
 - فالسنة النبوية هي كل ما ورد عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير أو صفة خلقية أوخُلقية .

-والدين الإسلامي والسنة النبوية شاملة لكل الجوانب الإيمانية سواء الجانب الاعتقادي والروحي أو العبادي أو الدعوي والحركي أو الجانب العملي وصالحة لكل زمان ومكان .

-أما الصوفية أو الطريقة الصوفية أو المنهج الصوفي ركز فقط على الجانب الروحي فقط متناسين الجوانب الأخرى ويعظمون شيخ طريقتهم تعظيماً مبالغاً ومتطرفاً ولهم إعتقادات تختلف قليلا عن أهل السنة .