مد الصلة في علم التجويد، هو نوع من أنواع المدود، يرتبط بهاء الكناية، وهي الهاء الزائدة عن بنية الكلمة الأصلية، وتدل على مفرد المذكر الغائب، مثل: أبيه، كتابه، به، منه، عليه، فيه، وغيرها من الكلمات.
سمي بمد الصلة لأنه يثبت حال الوصل فقط.
ينقسم مد الصلة إلى قسمان:
- مد الصلة الصغرى:أن تكون هاء الكناية متحركة، وأن تقع بين متحركين، فيقوم القارئ بإشباع حركتها بضم أو كسر، بمقدار حركتين
مثل قوله تعالى: (إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا) [الإسراء: 30]
فنلاحظ في قوله تعالى: (إنه كان) أن هاء الكناية في (إنه) جاءت متحركة، ووقعت بين متحركين، فيوصلها القارئ بواو المدّية، لإشباع حركتها، وللتناسب مع حركتها وهي (الضم).
كذلك في نفس الآية، في قوله تعالى: (بعبادِهِ خَبيرًا)، فنلاحظ أن هاء الكناية في كلمة (بعباده) وقعت بين متحركين، فيوصلها القارئ بياء المدية بمقدار حركتين، للإشباع حركتها، وللتناسب مع حركتها وهي (الكسر).
كذلك في قوله تعالى: (إِنَّ رَبَّهُ كَانَ بِهِ بَصِيرًا) [الانشقاق: 18]، وفي قوله تعالى: (قلته فقد علمته) [المائدة: 116].
- مد الصلة الكبرى:أن تكون هاء الكناية متحركة، وأن تقع بين متحركين، بشرط أن تبدأ الكلمة التي تأتي بعدها بهمزة، فيقوم القارئ بإشباع حركتها بضم أو كسر، فتمد بمقدار أربع أو خمس حركات، وإلحاقها بالمد المنفصل.
مثل قوله تعالى: (إِلَىٰ أَهْلِهِ إِلَّا أَن يَصَّدَّقُوا) [النساء: 92]
فنلاحظ في قوله تعالى: (أهلِهِ إِلّا) أن هاء الكناية في (أهلِهِ) جاءت متحركة، ووقعت بين متحركين، وتبعها همزة متحركة، فيوصلها القارئ بياء المدّية، لإشباع حركتها بأربع أو خمس حركات، وللتناسب مع حركتها وهي (الكسر).
كذلك في قوله تعالى: (إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا) [يس: 82]
فنلاحظ في قوله تعالى: (أمرُهُ إِذا)، أن هاء الكناية في كلمة (أمرُهُ) وقعت بين متحركين، وتبعها همزة متحركة، فيوصلها القارئ بواو المدية بمقدار أربع أو خمس حركات، لإشباع حركتها، وللتناسب مع حركتها وهي (الضم).
كذلك في قوله تعالى: (وهو يحاوره أنا) [الكهف: 34]، وقوله تعالى: (وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ) [الحديد: 11]
وما يساعد القارئ على معرفة وتمييز ه (مد الصلة)، هو وجود واو أو ياء، ترسمان بشكل صغير بعد هاء الكناية.