ورد في فضل قراءة الآيات الثلاث الأولى من سورة غافر أن من قرأها وقرأ معها آية الكرسي في الصباح حفظه الله حتى المساء ، ومن قرأهما في المساء حفظه الله حتى الصباح من كل سوء ، ولذلك عدها بعض العلماء هذه الآيات من أذكار الصباح والمساء .
لكن الحديث الذي ورد في ذلك ضعيف باتفاق أهل الحديث تقريباً.
فعن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" من قرأ (حم المؤمن) - يعني مطلع سورة غافر - إلى (إليه المصير) و(آية الكرسي) حين يصبح حفظ بهما حتى يمسي، ومن قرأهما حين يمسي حفظ حتى يصبح" .
وفي لفظ آخر "من قرأ آية الكرسي وأول ـ حم ـ المؤمن، عصم ذلك اليوم من كل سوء"
و هذا الحديث قال عنه الترمذي : غريب ، وضعفه ابن حجر والنووي والنسائي وابن عدي لأن رواته ضعيف الحفظ.
لكن ضعفه ليس بالشديد فليس في كذاب أو متهم بالوضع ، وبعض العلماء تساهل في قبول مثل هذه الأحاديث والعمل بها، بما أن الحديث ليش شديد الضعف ، وهو في باب فضائل الأعمال فلا يثبت به حكم فقهي جديد، ويدخل تحت أصل عام من أصول الشريعة ، لذلك ذكر الإمام النووي هذه الآيات في كتابه الأذكار.
ولهذا لا بأس من العمل بهذا الحديث واحتساب هذا الأجر وهذه الفضيلة ، على أن تستحضر قلبك عند القراءة لتتحصل الأجر.
والفضل المذكور إنما هو للآيات الثلاثة الأولى فقط ، وليس لكامل سورة غافر .
وأنبهك ان كثيراً من فضائل السور المروي في الكتب والذي يتم تداوله ضعيف ، لذلك يجب التأكد قبل النشر والحض عليها .
والله أعلم