عن صخر بن وداعة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(اللهم بارك لأمتي في بكورها).
وقت الفجر هو من أفضل الأوقات المباركة، ففيه يكون العقل في ذروة صفائه وتركيزه، ويكون نقي من كل المشتتات، ولأهمية هذا الوقت وهذه الصلاة جعل الله تعالى سورة كاملة في القرآن باسمه "سورة الفجر"، وأقسم بالفجر أيضًا، والله تعالى لا يقسم بشيء إلا وله أهمية عظيمة، قال الله تعالى: {وَالْفَجْرِ. وَلَيَالٍ عَشْرٍ. وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ. وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ} [الفجر: 1- 4].
وفي هذا الوقت تجتمع الملائكة وتشهد لك، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تجتمع ملائكة الليل وملائكة النهار في صلاة الفجر»، رواه البخاري ومسلم.
وسنة الفجر خير من الدنيا وما فيها إن التزم المسلم بها وبواجباتها وصلاها في وقتها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «ركعَتا الفَجْرِ خَيرٌ مِنَ الدُنيا وما فيْها ».
أما فرضها، فتبقيك في ذمة الله، أي في حفظه ورعايته، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (مَن صَلَّى الصُّبحَ فَهُوَ فِي ذِمَّةِ اللَّهِ).
ولكي يكون يومك مباركًا، اتبع النصائح الآتية:
1. استيقظ قبل صلاة الفجر بنصف ساعة وتوضأ ثم صلى ركعتين لله تنوي بهما القيام، وثم تدعو الله تعالى بما تطيب له نفسك، فالله تعالى يكون قد نزل إلى السماء الدنيا في هذا الوقت، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ينزل ربنا تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له، حتى ينفجر الفجر) متفق على صحته.
2. استغفر الله تعالى حتى أذان الفجر لكي تكون ممن ذكرهم الله في كتابه، قال الله تعالى: (الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ) (17).
3. صل الفجر في جماعة واجلس في مصلاك واقرأ أذكار الصباح، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (مَنْ صَلَّى الْغَدَاةَ فِي جَمَاعَةٍ ثُمَّ قَعَدَ يَذْكُرُ اللَّهَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ كَانَتْ لَهُ كَأَجْرِ حَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ، تَامَّةٍ تَامَّةٍ تَامَّةٍ) رواه الترمذي.
وأيضًا صلاتك للفجر في جماعة سبب للنور التام يوم القيامة، فقد روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم- قوله: «بَشِّر المَشَّائين في الظلمات بالنور التام يوم القيامة» وهي إشارة إلى صلاة العشاء وصلاة الفجر في وقتها لوجود العتمة.
ومما يعينك على الاستيقاظ لصلاة الفجر هو النوم مبكرًا، وعقد النية من الليل على أداء صلاة الفجر في جماعة، ووضع منبه أو توكيل أحد أفراد العائلة بإيقاظك للصلاة.
4. اقرأ القرآن وتدبر، وإن كنت تحفظ فوقت الفجر من أفضل وأحسن الأوقات للحفظ، قال الله تعالى: (أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَىٰ غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ ۖ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا) (78).
5. بعد طلوع الشمس يكون وقت صلاة الضحى، عن أبو ذر الغفاري -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «يُصْبِحُ علَى كُلِّ سُلَامَى مِن أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ، فَكُلُّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةٌ، وَأَمْرٌ بالمَعروفِ صَدَقَةٌ، وَنَهْيٌ عَنِ المُنْكَرِ صَدَقَةٌ، وَيُجْزِئُ مِن ذلكَ رَكْعَتَانِ يَرْكَعُهُما مِنَ الضُّحَى».
6. إن كان لديك عمل ما أو دراسة فيمكنك إنجازها في هذا الوقت المبارك، فساعة منه تعدل الساعات في وقت آخر، يمكنك قراءة كتاب أو عمل الرياضة أو الخروج للمشي واستنشاق النسيم النقي.
7. أعد الفطور الصحي ولا تنس التمر، فهو يحميك من السحر والسم، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من تصبَّح بسبعِ تَمْراتٍ من عجوةٍ لم يَضرُّه ذلك اليومَ سُمٌّ ولا سِحرٌ).
بعدها ستشعر براحة كبيرة وإنجاز وسيمضي يومك هادئًا بإذن الله.