ورد في فضل سورة آل عمران وأواخر سورة آل عمران عدة أحاديث نبوية ثبتت عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، ومنها:
- ما روي عن أبو أمامة الباهلي -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "اقْرَؤُوا القُرْآنَ فإنَّه يَأْتي يَومَ القِيامَةِ شَفِيعًا لأَصْحابِهِ، اقْرَءُوا الزَّهْراوَيْنِ البَقَرَةَ، وسُورَةَ آلِ عِمْرانَ، فإنَّهُما تَأْتِيانِ يَومَ القِيامَةِ كَأنَّهُما غَمامَتانِ، أوْ كَأنَّهُما غَيايَتانِ، أوْ كَأنَّهُما فِرْقانِ مِن طَيْرٍ صَوافَّ، تُحاجَّانِ عن أصْحابِهِما" حديث صحيح، رواه مسلم [صحيح مسلم: 804]
- ما روي عن ابن عباس -رضي الله عنه- أنه قال: "نام رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حتَّى إذا انتصف اللَّيلُ أو قبْلَه أو بعدَه بقليلٍ استيقَظ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يمسَحُ النَّومَ عن وجهِه بيديه ثمَّ قرَأ العشْرَ الآياتِ الخواتمَ مِن سورةِ آلِ عِمرانَ ثمَّ قام إلى شَنٍّ ملعقة فتوضَّأ منها" [أخرجه ابن حبان في صحيحه: 2579]
- ما روي عن النواس بن سمعان الأنصاري -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "يُؤْتَى بالقُرْآنِ يَومَ القِيامَةِ وأَهْلِهِ الَّذِينَ كانُوا يَعْمَلُونَ به تَقْدُمُهُ سُورَةُ البَقَرَةِ، وآلُ عِمْرانَ، وضَرَبَ لهما رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ ثَلاثَةَ أمْثالٍ ما نَسِيتُهُنَّ بَعْدُ، قالَ: كَأنَّهُما غَمامَتانِ، أوْ ظُلَّتانِ سَوْداوانِ بيْنَهُما شَرْقٌ، أوْ كَأنَّهُما حِزْقانِ مِن طَيْرٍ صَوافَّ، تُحاجَّانِ عن صاحِبِهِما" حديث صحيح [صحيح مسلم: 805]
- حديث السيدة عائشة -رضي الله عنها- فيما روته عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في قيامه في ليلة من الليالي، فظل يبكي حتى ابتلت لحيته، فقالت: "ثمَّ بكى فلم يزَلْ يبكي حتَّى بَلَّ الأرضَ فجاء بلالٌ يُؤذِنُه بالصَّلاةِ فلمَّا رآه يبكي قال: يا رسولَ اللهِ لِمَ تبك وقد غفَر اللهُ لك ما تقدَّم وما تأخَّر؟ قال: (أفلا أكونُ عبدًا شكورًا لقد نزَلَتْ علَيَّ اللَّيلةَ آيةٌ، ويلٌ لِمَن قرَأها ولم يتفكَّرْ فيها {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ} [آل عمران: 190]) الآيةَ كلَّها" [أخرجه ابن حبّان في صحيحه: 620]، إسناده صحيح على شرط مسلم.
وعلى ذلك، فإن القرآن الكريم كلّه خير للمؤمن، فينبغي له الأخذ بكل كلام الله تعالى والتدبر به، ليكون بإذن الله من أسباب قبول المسلم، ورجاء الخير له في الدنيا والآخرة.
ومما اشتهرت به الآيات الأخيرة من سورة آل عمران، أن من قرأ أواخر آل عمران في ليلته كان كمن قامها، استدلالًا بما روي عن عثمان بن عفان -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "عن عثمانَ بنِ عفانَ قال: من قرأ آخرَ سورةِ آلِ عمرانَ في ليلةٍ، كُتِبَ له قيامُ ليلةٍ".
وهذا حديث ضعيف، قال العلماء في طريق إسناده ابن لهيعة، الذي لم تثبت ثقته وعدوله في رواية الحديث الشريف.
وعلى هذا، فإن الاستدلال بهذا الحديث لا يثبت ولا يصح.