وردت كلمة غثاء في عدة مواضع في القرآن الكريم، جاءت في سورة المؤمنين في الآية رقم 41، قال تعالى: "فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ بِالْحَقِّ فَجَعَلْنَاهُمْ غُثَاءً "، أي هالكين، وفسرت (غثاء) بالشيء الحقير التافه الهالك.
معنى غثاء: هلك، وهو في الأصل الزبد الذي يلقيه الماء والقدر، وفسرت "وجعلنهم غثاء" بتفسير الجلالين "نبت يبس أي صيرناهم مثله في اليبس".
ذكرت كلمة غثاء في سورة الأعلى، الآية رقم 5، "فَجَعَلَهُ غُثَاءً أَحْوَىٰ" بمعنى زبداً، وهو ما حمله السيل من النبات، وما لا يُنتفع به، أي الزرع اليابس الذي تحمله الأودية والمياه.
أما غثاء السيل ذكرت في حديث نبوي شريف، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بل أنتم يومئذ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم".
في الحديث صورة تشبيهية، المشبه هو الأمة الكثيرة في عددها، لكن هذه الكثرة بلا أثر، والمشبه به غثاء السيل.
يكمن جمال التشبيه باختيار الرسول عليه الصلاة والسلام في التعبير عن ضعف الأمة وهوانها بالغُثاء، ومعنى الغُثاء بالضم والمد ما يحمله السيل من القمش أي الفتات، وما يجيء فوق السيل مما يحمله من الزبد والوسخ وغيره.
كذلك الغُثَّاءُ بالتشديد، هو الزبد والقذر، وحدَّه الزجاج، وقيل الغُثاء الهالك البالي من ورق الشجر، الذي إذا خرج السيل رأيته مخالط لزبده.
يقال: غثا الوادي يَغْثْو غَثْواً فهو غاثٍ إذا كثر
غُثاءه، وهو ما علا الماء، ويضرب مثل بالغثاء في ما يضيع ويذهب غير معتد به.
إن اختيار الغثاء للدلالة على شدة الضعف، والغثاء بمنظره يوحي بالكثرة، لكن في حقيقة أمره يدل على الضعف، هكذا حال الأمة، عددها كثير، لكن مع كثرة العدد لا اختيار لها، فقد تفرقت وضاعت قواها، ولهذا صارت كلأ مباحا لكل أمم الأرض، كغثاء السيل عبارة عن أشياء كثيرة، وخليط منها، لكن مع كثرته إلا أن قليلا من الماء يجرفه إلى حيث يشاء.
معظم معجمات اللغة العربية حددت أن كلمة غثاء هي اسم، مفردها غثاءه، مصدرها غثو، وجمعها أغثاء، تعني الحشائش اليابسة وفتات الأرض، أما السيل مفرد سيول، وهو الماء الجاري مسرعا فوق الأرض.
بالتالي فسرت غثاء السيل وفقا لذلك بالزبد الذي يلقيه الماء، وما يحمله السيل من نبات يابس وشوائب، وما لا ينتفع به.