اسمح لي أن أخبرك سريعًا عن علم النفس كمقدمة. فـ علم النفس هو العلم الذي يدرس السلوك الإنساني والإدراك، ودراسته تكون نظرية وتطبيقية. حيث يتم تطبيق هذه الدراسات والمعارف على الأنشطة البشرية اليومية. مع الزمن والتطورات، تقدمت دراسات علم النفس، وتفرع ليشمل عدة مجالات، منها: علم النفس العام، وعلم النفس الاجتماعي، وعلم النفس الفارقي، ومن ثم ظهر علم النفس السريري.
وإجابة عن سؤالك حول علم النفس السريري هذا؛ فهو ما يطلق عليه أيضًا "علم النفس الإكلينيكي" أو "علم النفس العيادي". أما اختصاصه فهو التوافق السيكولوجي بين الأفراد. ويشمل على عدة أمور مثل فهم القلق والاضطرابات والأمراض والمشكلات النفسية وما ينتج عنها من خلل وظيفي، فيتم التشخيص والعلاج منها. إضافة إلى أنه يسعى لخلق السعادة النابعة من ذات الفرد حتى يتمكن من التقدم.
أما فيما يخص أخصائي علم النفس السريري فهو من يستطيع قياس الذكاء والقدرات العامة، بالإضافة إلى قياس إمكاناته وكفاءاته. وثانيًا فإنه يطبق المهارات الإكلينيكية التي تعلمها ليصف الشخصية بشكل يساعده على تشخيص الحالة. وفي النهاية فهو دارس لمجال الممارسة السيكولوجية الإكلينيكية، أو العلاج النفسي.
في علم النفس السريري (الإكلينيكي) هناك شكلان للتشخيص؛أولهما ما يسمى بالمقابلة التشخيصية، وهي إحدى أقوى الأدوات المستخدمة في مجال علم النفس السريري، وليس فقط للتشخيص، بل هي مستخدمة للعلاج أيضًا. ويقوم فيها الأخصائي بإجراء حوار مع المريض في جلسة تحمل فنيات المقابلة المخصصة والتي يتبعها الأخصائي ليخرج بأفضل النتائج مع المريض. حيث أن المقابلات تجرى بهدف جمع معلومات محددة عن الشخص الذي يعاني من المشكلة حتى يتمكن الأخصائي المسؤول أن يشخصها ويعالج صاحبها. ولربما يبدو الأمر سهلًا بالنسبة إليك، إلا أنا طريقة صياغة السؤال، والاستماع، وعكس المشاعر، وغيرها من الأمور ليست سهلة أبدًا لذلك الحد.
أما النوع الآخر من التشخيص فيكون عن طريق الاختبارات والمقاييس. هنا يجب أن تعلم أن هذه الاختبارات والمقاييس يتم اعتمادها فقط في حال تم عرضها على محكمين، وأن يقوم صاحبها بإخضاعها لاختبارات تحديد مدى الصدق والثبات، بذلك فهو يضمن إمكانية وجود قدرة لتشخيص وحل الحالة النفسية أو المشكلة. وهي فعلًا مادة مهمة في علم النفس الإكلينيكي هذا.
فيما يخص الجزء الثاني من السؤال؛ فإن علم النفس السريري هو اختصاص تابع لتخصص علم النفس. وفي حين أن تخصص علم النفس الجامعي يتطلب أن يكون المتقدم له خريج المدرسة الثانوية من الفرع الأدبي أو العلمي، فذلك أيضًا ينطبق على اختصاص علم النفس السريري. لذا إنه بإمكاننا أن نقول عن علم النفس الإكلينيكي (السريري) أنه تخصص أدبي، وذلك لا يمنع خريجي التخصص العلمي من المدرسة الثانوية أيضًا أن يتخصص فيه في الجامعة.