كل من مات على الكفر سيكون مصيره النار والعذاب الشديد يوم القيامة ، وأبو جهل مات على الكفر ، بل زاد على كفره أنه كان عدو الإسلام الأول وفرعون هذه الأمة الذي تكبر وأعرض عن هذا الدين العظيم .
- والآيات التي في أواخر سورة العلق نزلت في أبي جهل عليه لعائن الله تعالى،وهي قوله الله تعالى: (أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى * عَبْداً إِذَا صَلَّى * أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَلَى الْهُدَى * أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَى * أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى * أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى * كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ * نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ) [سورة العلق:9-16].
- قال ابن كثير في تفسيره: نزلت في أبي جهل لعنه الله توعد النبي صلى الله عليه وسلم على الصلاة عند البيت .
- ومن المواقف التي تدل على عداوة ابو جهل لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه قال: (قال أبو جهل: هل يعفّر محمَّد وجهه بين أظهركم (بالسجود والصلاة)؟ فقيل: نعم، فقال: واللات والعزى لئن رأيتُه يفعل ذلك لأطأنّ على رقبته، أو لأعفرنَّ وجهه في التراب، قال: فأتى رسولَ الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي، ليطأ على رقبته، قال: فما فجئهم (بغتهم) منه إلا وهو ينكص (يرجع) على عقبيه، ويتقي بيديه، قال: فقيل له: ما لك؟ قال: إن بيني وبينه لخندقاً من نار وهولاً وأجنحة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لو دنا مني لاختطفته الملائكة عُضْوَاً عُضواً) أخرجه مسلم .
-وأبو جهل : هو عمرو بن هشام القرشي ، وليس من نسب النبي صلى الله عليه وسلم ، ولكنه من قريش .
- وكان قوياً شجاعاً جباراً صنديداً من صناديد قريش ، حتى أن النبي صلى الله عليه وسلم قد دعا أن ينصر الله تعالى الإسلام بأحد العمرين: ( عمرو بن هشام - ابو جهل - ، وعمر بن الخطاب العدوي ) فاستجاب الله تعالى له بأن هدى الله الله تعالى عمر بن الخطاب للإسلام وكان سبباً في نصره وقوته.
- رغم أن أبا جهل قد اعترف بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم لكنه لم يسلم به .
- فقد ذكر الإمام ابن القيم رحمه الله في قوله : أن المسور بن مخرمة سأل خاله أبا جهل عن حقيقة محمد -صلى الله عليه وسلم-؛ إذ قال: "يا خالي، هل كنتم تتهمون محمدا بالكذب قبل أن يقول ما قال؟ فقال: يابن أختي، والله! لقد كان محمد -صلى الله عليه وسلم- فينا وهو شاب يدعى الأمين، فما جربنا عليه كذبا قط. قال: يا خال، فما لكم لا تتبعونه؟ قال: يابن أختي، تنازعنا نحن وبنو هاشم الشرف، فأطعموا وأطعمنا، وسقوا وسقينا، وأجاروا وأجرنا، حتى إذا تجاثينا على الركب كنا كفرسي رهان قالوا: منا نبي. فمتى ندرك مثل هذه؟!
- وقال: الأخنس بن شريق يوم بدر لأبي جهل: يا أبا الحكم، أخبرني عن محمد؛ أصادق هو أم كاذب؟ فإنه ليس ها هنا من قريش أحد غيري وغيرك يسمع كلامنا. فقال أبو جهل: ويحك! والله إن محمدا لصادق، وما كذب محمد قط، ولكن إذا ذهبت بنو قصي باللواء والحجابة والسقاية والنبوة، فماذا يكون لسائر قريش؟ إبن القيم في كتابه ( هداية الحيارى ) ص 50-51
- وعليه : فأبو جهل لم يسلم برسالة الإسلام ولا بنبي الإسلام بسبب عناده وحتى لا تقول بنات قريش أنه اتبع يتيم أبي طالبٍ من أجل كسرة . في بعض الروايات؛ منها ما رواه أبو يزيد المدني عن ابى جهل انه قال : (والله إنّي لأعلم إنّه لنبي، ولكن متى كنا لبني عبد مناف تبعاً)
- وهو من أهل النار الخالدين فيها أبداً وبئس المصير .