ما هو شرح حديث (لله عتقاء من النار في كل ليلة..) وما درجة صحته

2 إجابات
profile/دمحمد-الطويل-1
د.محمد الطويل
الفقه وأصوله
.
٠٦ أبريل ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن، وغلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب، وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب، وينادي مناد يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر، ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة".

شرح الحديث:

1. فهذا حديث عظيم يخبرنا فيه نبينا عليه الصلاة والسلام عن بعض فضائل وأسرار شهر رمضان المبارك.

2. معونة الله لعباده في هذا الشهر على طاعته

3. بتسهيل أبواب الخير والطاعة وتقليل أبواب الشر والمعصية،

4. وهذا من بركات هذا الشهر.

ومن مظاهر هذا المعونة الربانية والكرم الإلهي :

1. تصفيد الشياطين ومردة الجن: 

  • وذلك بمجرد ثبوت رؤية هلال رمضان.

  • ومعنى تصفيدهم: تقييدهم بالسلاسل.

  • حتى لا ينتشروا في الأرض ولا يقدروا على نشر الفساد فيها.

  • فتخف المعاصي والشرور والفتن في الأرض.

  • ولكن هذا التقييد ليس لكل الشياطين وإنما لمردتهم وكبرائهم.

  • أما القرين الذي يسوس لك بالشر والمعصية فإنه ملازم لصاحبه.

  • لذلك ترى بعض الناس لا تنكف عن المعصية حتى في هذا الشهر المبارك

  • ولكن هذا القرين يضعف عمله في هذا الشهر إذا التزم صاحبه بالصوم.

  • لأن الصوم يضيق مجاري الشهوة بترك الطعام والشراب.

  • وهذا يفترض أن يقلل اندفاع صاحبه للشهوات والفتن.

2. إغلاق أبواب النار:

  • ومعناه سد الأسباب الموصلة لها.

  • وذلك بتضييق مجاري الشهوة في البدن.

  • بترك الطعام والشراب والشهوة طوال النهار.

  • وتفضل الله على عباده بالمغفرة والعتق من النار.

  • وهذا إغلاق معنوي.

3. فتح أبواب الجنة:

  • وذلك بتسهيل أبواب الطاعة ومضاعفة الحسنات والأجور.

  • فمن قام وصام شهر رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه، 

  • وعند الفطر دعوة مستجابة، وسحوره بركة.

  • والعمرة في رضمان تعدل حجة مع النبي عليه السلام.

  • وفيه ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر.

  • فالمحروم: الذي يدرك كل هذه الخيرات والفضائل ثم لا يغفر له ويدخل الجنة!

  • لذلك جاء في الحديث (من أدرك رمضان ثم لم يغفر له فأبعده الله)

4. لله في كل ليلة من ليالي رمضان بعتق طائفة من عباده من النار:


  • ومعنى عتقهم كتابتهم في ديوان أهل الجنة ومحوهم من ديوان أهل النار.

  • فنحن عباد ضعفاء معاصينا كثيرة وطاعاتنا قليلة.

  • ولولا فضل الله ورحمته ومنته لكنا أهلاً لدخول النار.

  • ولكن الله ينجي من يشاء منها برحمته.

  • وهذا العتق هو أعظم جائزة ينالها العباد في هذا الشهر.

  • وقد جاء في بعض الروايات أن الله يعتق في الليلة الأخيرة من رمضان أكثر مما يعتق في سائر الشهر.

والله أعلم 

profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
٠٥ أبريل ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
الحديث صحيح: وهو الذي رواه الصحابي أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن، وغلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب، وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب، وينادي مناد يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر، ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة". رواه الترمذي وابن ماجه وصححه الألباني.

-المقصود بالعتق من النار هو أن الله تعالى ينجي الصائمين من النار ويقّدر لهم ذلك عند وقت الإفطار يومياً من أيام رمضان- وهذا الوقت يجب على الصائم أن يستغله بالدعاء.

- ويكون تجهيز الطعام قبل الآذان بربع ساعة على الأقل وينشغل في هذا الوقت جميع أهل البيت بالدعاء لأنه وقت استجابة دعاء الصائم ونجاته من النار- ولكن الواقع وللأسف فإن جميع أفراد الأسرة يكونون منشغلين بإعداد الطعام والشراب وفي المطبخ وينشغلون عن استغلال هذا الوقت المبارك بالذكر والدعاء وسؤال الله تعالى بأن يعتقهم من النار.

- وقوله صلى الله عليه وسلم: (في كل ليلة) هو من باب التأكيد على العتق من النار يوميا - لأن قوله (عند كل فطر) يشمل جميع ليالي شهر رمضان المبارك.

- ويستفاد من هذا الحديث الشريف:
أولاً: بيان كثرة العتقاء من النار من الصائمين في جميع أيام شهر رمضان المبارك - وقلنا من الصائمين وليس جميع الصائمين - لأن بعضاً من الصائمين يصوم عن الطعام والشراب فقط أما الغيبة والنميمة والفحش من الكلام والنوم طوال النهار لا ينطبق عليه العتق من النار لأنه لم يحقق التقوى المقصودة من الصيام (لعلكم تتقون).

ثانياً: غفران الذنوب وقبول الطاعات والحفظ من المعاصي التي تسبب دخول النار.

ثالثاً: في هذا الحديث تشجيع وشحذ همم المسلمين بأن يكون صومهم خالصاً لوجه الله تعالى بعيداً عن المفطرات والشهوات.

رابعاً:
الحرص على اغتنام الأوقات الفاضلة واستغلالها بالدعاء وسؤال الله تعالى إجابة الدعوات وقضاء الحاجات وتفريج الكربات خاصة قبل آذان المغرب بلحظات وقبل أذان الفجر في الثلث الأخير من الليل وقت السحور.

- ولعظيم منزلة الصوم فالله تعالى لم يحدد أجره بالضبط ولكنه قال: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ الْحَسَنَةُ عشرة أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعمِائَة ضِعْفٍ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: إِلا الصَّوْمَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ) أي أجازي عليه جزاء كثيرا من غير تعيين لمقداره وهذا خاص فقط لركن الصيام.
- أتدري لماذا؟
- لأن الصوم هو العبادة الوحيدة التي ليس فيها رياء - ولهذا قال: "يدع شهوته من أجلي" فالله تعالى اختص الصوم له وأضاف الجزاء عليه لنفسه وهي إضافة تشريف وتعظيم.

قال الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - في تفسير هذا الحديث: لأن الأعمال الصالحة يضاعف أجرها بالعدد، الحسنة بعشرة أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة، 

أما الصوم فإن الله أضاف الجزاء عليه إلى نفسه من غير اعتبار عدد، وهو سبحانه أكرم الأكرمين وأجود الأجودين، والعطية بقدر معطيها. فيكون أجر الصائم عظيما كثيرا بلا حساب. والصيام صبر على طاعة الله، وصبر عن محارم الله، وصبر على أقدار الله المؤلمة من الجوع والعطش وضعف البدن والنفس، فقد اجتمعت فيه أنواع الصبر الثلاثة، وتحقق أن يكون الصائم من الصابرين. وقد قال الله تعالى: (إنما يوفى الصـابرون أجرهم بغير حساب) سورة الزمر/10. 

نسأل الله أن يجعلنا وإياكم من عتقاء شهر رمضان الفضيل.