ما هو شرح حديث (تنكح المرأة لأربع) وما هي درجة صحته

1 إجابات
profile/بيان-محمد-الحبازي
بيان محمد الحبازي
بكالوريوس في المصارف الاسلامية (٢٠١٦-٢٠٢٠)
.
١٢ أبريل ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: " تُنْكَحُ المَرْأَةُ لأرْبَعٍ: لِمالِها، ولِحَسَبِها، وجَمالِها، ولِدِينِها، فاظْفَرْ بذاتِ الدِّينِ، تَرِبَتْ يَداكَ" أخرجه البخاري (5090)، ومسلم (1466).

هذا حديث نبويّ صحيح، ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ورواه أهل العلم والمحدثين.

يوضّح النبي -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الشريف، الخصال التي يبحث عنها عامّة الناس عند اختيار الزوجة للنكاح، وهذه الصفات هي، المال، حسن الحسب والنسب، الجمال، والدين، وفي جميعها خير.

 ولأن الأسرة المسلمة هي أساس اللبنة الأساسية التي يبنى عليها المجتمع الإسلامي، حثّ النبي -صلى الله عليه وسلم- في هذا الحديث الرجال عند بحثهم عن الزوجة الصالحة المُصلحة، اختيار المرأة التي ستبني جيل القادة مستقبلًا وهي المرأة صاحبة الدين والخلق، وهذا هو غاية البغيّة، وإذا تواجد مع الدين والخلق الجمال والمال والحسب كان ذلك منتهى الطلب وكان ذلك خير، لكن المعيار الأول والأولى الذي ينبغي لكلّ رجل مسلم أن ينظر إليه أولًا، هو معيار الدين لأنه الفاصل ما بين المرأة المسلمة والمرأة المشركة.

كما أن المرأة صاحبة الدين هي التي ستحقق لزوجها سعادتي الدنيا والآخرة، باتباع أوامر الله تعالى، بتطبيق أوامر الله على أهل بيتها، في حفظ زوجها وماله وعرضه، وفي تعلّمها لفنّ إنشاء القادة، بإنجاب أبناء صالحين، وفي بناء بيت مسلم، البيت الذي طالما خرّج علماء مسلمين وأهل دين وعلم، البيت الذي كان سببًا في تخريج قادة هذا الدين الإسلامي وقادة الدعوة، كان السبب الأول في ذلك حسن اختيار الرجل لزوجته، بظفره بذات الدين والخلق، واقتداء هذه الزوجة الصالحة بأمهات المسلمين والصحابة في تربية أبنائها على الصلاح والإصلاح.

أما المقصود بقوله صلى الله عليه وسلم "تَرِبَت يَداك"، هي في أصلها دعاء بمعنى (التصقت يداك بالتراب)، لكن ما تعارف به العرب قديمًا استعمالها لتعظيم الأمر وحث الشخص وتحريضه على أمر ما، فاستخدمها الرسول -صلى الله عليه وسلم- بحثّه الشباب المسلم على الظفر بالمرأة صاحبة الدين والخلق، أي بمعنى فوزه بصاحبة الدين والخلق.