ما هو شرح الحديث النبوي الشريف(فإذا سبق ماء الرجل...)

1 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
٠٤ مارس ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
عن أنس رضي الله عنه قال: بلغ عبد الله بن سلام مقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة فأتاه فقال: «إني سائلك عن ثلاث لا يعلمهن إلا نبي قال: ما أول أشراط الساعة؟ وما أول طعام يأكله أهل الجنة؟ ومن أي شيء ينزع الولد إلى أبيه؟ ومن أي شيء ينزع إلى أخواله؟.. وأما الشبه في الولد فإن الرجل إذا غشي المرأة فسبقها ماؤه كان الشبه له، وإذا سبق ماؤها كان الشبه لها، قال: أشهد أنك رسول الله» صحيح البخاري

- وعن ابن عباس - رضي الله عنه -  وفيه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم للجماعة من اليهود حين جاءوه: أنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو الذي أنزل التوراة على موسى هل تعلمون أن ماء الرجل أبيض غليظ وأن ماء المرأة أصفر رقيق، فأيهما علا كان الولد والشبه بإذن الله، إن على ماء الرجل على ماء المرأة كان ذكرا بإذن الله، وإن علا ماء المرأة على ماء الرجل كان أنثى بإذن الله قالوا: نعم. أخرجه الإمام أحمد في مسنده.

- أما شرح هذه الجزئية من الحديث في قوله صلى الله عليه وسلم: ( فإذا سبق ماء الرجل فكان الشبه له)  يعني إذا قام الزوج أثناء الجماع بالقذف قبل الزوجة وسبق منيه (ماءه) ماء زوجته وقدّر الله تعالى أن يكون بينهما مولود ذكراً كان أم أنثى أم توأمين فإنهم يكنون شبه والدهم أو أعمامهم.

- أما إذا علا ماء الزوجة ماء زوجها - بحيث تكون هي التي قذفت أولاً وقدّر الله بينهما مولوداً فإنه يكون شبيه بأخواله.

- ومعروف أن ماء الرجل أبيض غليظ وماء المرأة أصفر رقيق، فأيهما أعلى كان الشبه له ، والمراد بالعلو هنا السبق لأن كل من سبق فقد علا شأنه فهو علو معنوي.

- وفي رواية عند الإمام مسلم عن ثوبان - رضي الله عنه - مرفوعاً للنبي صلى الله عليه وسلم: (ماء الرجل أبيض وماء المرأة أصفر فإذا اجتمعا فعلا مني الرجل مني المرأة أذكرا بإذن الله، وإذا علا مني المرأة مني الرجل أنثا بإذن الله).
فهذا الحديث فيه إشكال من جهة أنه يلزم منه اقتران الشبه للأعمام إذا علا ماء الرجل ويكون ذكرا لا أنثى وعكسه، والمشاهد خلاف ذلك لأنه قد يكون ذكرا ويشبه أخواله لا أعمامه وعكسه .
- وللخروج من هذا الإشكال قال العلماء: بأن العلو فيه على ظاهره فيكون السبق علامة التذكير والتأنيث، والعلو علامة الشبه فيرتفع الإشكال، وكأن المراد بالعلو الذي يكون سبب الشبه بحسب الكثرة بحيث يصير الآخر مغمورا فيه فبذلك يحصل الشبه.

- وموضوع الشبه بين الزوجين ينقسم إلى ستة أقسام:
الأول : أن يسبق ماء الرجل ويكون أكثر فيحصل له الذكورة والشبه.
الثاني : أن يسبق ماء المرأة ويكون أكثر فيحصل له الأنوثة والشبه.
الثالث : أن يسبق ماء الرجل ويكون ماء المرأة أكثر فتحصل الذكورة والشبه للمرأة.
الرابع :  أن يسبق ماء المرأة ويكون ماء الرجل أكثر فتحصل الأنوثة والشبه للرجل.
الخامس : أن يسبق ماء الرجل ويستويان فيذكر ولا يختص بشبه.
السادس : أن يسبق ماء المرأة ويستويان فيؤنث ولا يختص بشبه.

- والأحاديث السابقة فيها إعجاز نبوي - فقد أثبت الأطباء أن كل ذكر حيوان أو إنسان من الثدييات له نوعان من النطف (y-x) فالأول مؤنث والثاني مذكر، بينما للأنثى نوع واحد فقط وهو (x-x) كلاهما مؤنث، فإذا أتى النوع الأول من الذكر كان المولود أنثى أي (x-x) أما النوع الثاني فيكون المولود ذكرا (x-y) وهذا مصداقا لقوله تعالى وقبل أربعة عشرة قرنا: (وانه خلق الزوجين الذكر والأنثى من نطفة إذا تمنى) أما قول النبي (ص) إذا سبق ماء الرجل ماء المرأة فمعناه (ما نراه تحت المجهر) عن تسابق النطف الذكرية والأنثوية كل منها يتسابق وكأننا في سباق الدراجات أو الخيول، لأن سرعة النطفة الذكرية أسرع من النطفة الأنثوية، والنطفة الذكرية أقصر عمرا وأسرع حركة وأصغر حجما، أما النطفة الأنثوية فهي اكبر حجما وأطول عمرا وأبطأ حركة، وبهذه الطريقة الرائعة يستطيع الاختصاصي تعيين نوع المولود ذكر أم أنثى.

- فقول الرسول -صلى الله عليه وسلم- " إذا علا ماء الرجل ماء المرأة" (أي أن النطفة الذكرية أقوى تأثيرا وأسرع حركة نزع الولد إلى أبيه وفي رواية ذكرا بإذن الله) وفي رواية إذا سبق ماء الرجل ماء المرأة، لأن النطفة الذكرية أسرع حركة من الأنثوية فيأتي المولود ذكرا.

- وقوله -صلى الله عليه وسلم - "إذا علا ماء المرأة ماء الرجل نزع الولد إلى أمه"  أي أتى(X_X) ن وفي رواية أنثى بإذن الله، لان النطفة الذكرية تموت قبل الأنثوية بحسب أيام الجماع، فإذا كانت في الأيام الأولى من الإخصاب فيكون المولود غالبا أنثى، أما في الأيام الأخيرة فيكون ذكرا.