ما هو شرح الحديث النبوي الشريف (ما نزل بلاء إلا بذنب..)

1 إجابات
profile/إسلام-علي-الخضيرات
إسلام علي الخضيرات
ماجستير في الدراسات الإسلامية باللغة الإنجليزيه (٢٠١٩-حالياً)
.
٢١ فبراير ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 الإجابة هنا أن هذا الحديث لم يجده العلماء في كلام النبي عليه السلام؛ إنما وجد مَرْوِيّاً عن عمه العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه وأخرجه ابن عساكر في (تاريخ دمشق /في ترجمة العباس _رضي الله عنه_/ ص: 184-185)بأسانيد واهية شديدة الضعف أن دعاء العباس رضي الله عنه كان يتضمن "اللهم إنه لم ينزل البلاء إلا بذنب ولم يكشف إلا بتوبة".وهنا أريد أن أوضح أمرا؛ إن فكرة ما ذكر في ذكر في هذا القول أو المروية هي صحيحة وحق لا اختلاف عليها وتواترت في نصوص القرآن والسنة النبوية وأشارت ودلت عليها
1- كقوله تعالى: "كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۚ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ ۗ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ " آل عمران/ 112- وقوله تعالى: " أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّن قَرْنٍ مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ مَا لَمْ نُمَكِّن لَّكُمْ وَأَرْسَلْنَا السَّمَاءَ عَلَيْهِم مِّدْرَارًا وَجَعَلْنَا الْأَنْهَارَ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُم بِذُنُوبِهِمْ وَأَنشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ قَرْنًا آخَرِينَ" الأنعام/ 6 3- وقوله تعالى: " أَوَلَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ الْأَرْضَ مِن بَعْدِ أَهْلِهَا أَن لَّوْ نَشَاءُ أَصَبْنَاهُم بِذُنُوبِهِمْ ۚ وَنَطْبَعُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ" الأعراف /100 4- وما روي عن ثوبان رضي الله عنه عن النبي عليه السلام أنه قال: " إن الرجل يحرم الرزق بذنب يصيبه" روي بالسنن.

والحقيقة التي نؤمن بها أن هذه الدنيا هي دار اختبار وابتلاء وأن الله تعالى يختبر عباده بما يشاء عزوجل تحقيقا لقوله: "وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً ۖ وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ" الأنبياء /35.

ولكن من رحمة الله بنا أنه ذكر لنا مخرج وحل  حيث بين لنا أن للإيمان والتقوى أثر في تفريج الكربة ورفع البلاء وأن الاستغفار ينجي  وأنه باب من أبواب الفرج
-  تحقيقا لقوله تعالى: " وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَىٰ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَٰكِن كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ" الأعراف /96- وفي دعوة نوح عليه السلام قوله تعالى: "فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا (12) "نوح /10-12-وقوله تعالى: "  وَمَن يَتَّقِ اللَّـهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا ﴿٢﴾ وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ" الطلاق / 2-3 وغيرها العديد من الآيات والأحاديث كما ذكر في الصحيحين في الحديث القدسي :" أذنب عبدي ذنبا فعلم أن له رب يغفر الذنب ويأخذ بالذنب... " .

وفي نهاية إجابتي أريد أن أؤكد على أن الرضا أيضا والصبر على قضاء الله وقدره وعدم السخط هو أيضا من أبواب الفرج تحقيقا لقوله عليه السلام: إن استطعت أن تعمل الرضا مع اليقين فافعل فإن لم تستطع فإن الصبر على ما تكره النفس خيرا كثيرا ".

أسأل الله تعالى أن يرزقنا الرضا دائما ويوفقنا لما يحب ويرضى.