يعود السبب في هذا الأمر لعوامل عدة، وهي: التفاؤل واكتساب مهارة حل المشكلات، وامتلاك الثقة بالنفس، وممارسة الامتنان، وامتلاك الوعي الذاتي، بالإضافة إلى وجود بعض السمات الشخصية من مثل المرونة، وتقبل الاختلاف، والقدرة على التكيف والتأقلم.
التفاؤل؛ ويتضمن التفاؤل قدرة الأشخاص على النظر إلى كل ما هو إيجابي، وتوقع كل ما هو جيد في ما يحصل له من أمور، وغالبًا ما يتم تطوير التفاؤل عن طريق تنمية مهارات تفكير عليا، تتمثل في التفكير الناقد والبناء، والتفكير الاستنباطي، بالإضافة إلى إيجاد دوافع غالبًا ما ترتبط بالتوجه العقدي للفرد، فنجد أن الإيمان القوي دافع لوجود التفاؤل، وهنالك من يجد في الدافع الفكري سببا في تطوير التفاؤل؛ حيث يرى أنه يجب أن ينعم بالراحة النفسية والسعادة مهما حصل من أمر؛ ففي النهاية ستمضي الصعاب، وينتهي الأمر السلبي.
اكتساب مهارة حل المشكلات؛ كلما امتلك الشخص مهارات حل المشكلات، كانت ردود الأفعال الانفعالية لديه أقل، ومن ثم نجد الابتسامة على وجهه مهما مر به من ظروف؛ لأنه يمتلك ببساطة خطوات لحل الأمر. ومن أهم المهارات التي يمتلكها هؤلاء الأشخاص:
- مهارة الاستماع: لديه القدرة على الاستماع واستقبال أكبر قدر ممكن من المعلومات، ويمتلك صورة واضحة وجلية عن الأمر، ولا يكتفي بما لديه من فكر ويتحجر عنده.
- اتباع خطوات معينة في معالجة الأمر تتضمن: تحديد المشكلة وتعريفها، ووضع الحلول والبدائل، واختيار الحل المناسب، وتطبيق الحل المناسب، والحصول على التغذية الراجعة وإعادة تنفيذ الحلول عند اللزوم.
- امتلاك مهارة التعامل العاطفي؛ وجود القدرة على معرفة ما لدى الشخص من مشاعر، وما لدى الآخرين، وتحديد الحاجات والرغبات بطريقة صحيحة؛ أي لديه القدرة على تقديم الحلول الملائمة، وإيجاد أقل أثر سلبي ممكن.
- مهارة البحث؛ كلما امتلك الشخص مهارة البحث، كان أكثر قدرة على إيجاد أكبر كم من الحلول والبدائل؛ مما يعني زيادة فرص النجاح في التعامل مع الصعاب.
- مهارة إدارة المخاطر؛ وهنا يضع الشخص في الحسبان ما سيواجهه من مخاطر متوقعة، ومن ثم يتعامل معها بواقعية من دون مبالغة، ويشعر بالارتياح والسعادة، وتبقى البسمة لديه ظاهرة.
- مهارة اتخاذ القرار؛ وهي من أهم المهارات التي تساعد على التحكم بالنفس والشعور بالأمن والراحة، ففي الصعاب لا بد من اتخاذ موقف وقرار؛ للتخفيف من الآثار السلبية، والتمتع بالراحة والسعادة. ومن هنا نجد أن الشخص المبتسم وقت الصعاب، لديه مثل هذه المهارة، فهو متحكم بالأمر؛ وليس الأمر متحكما به.
الثقة بالنفس؛ كلما آمن الشخص بما لديه من مهارات وقدرات وتوجهات فكرية وخبرات، كان أكثر قدرة على السيطرة على نفسه، وقادر على التحكم بالبيئة والمحيط من حوله، ومن هنا نجد أن الشخص الواثق من نفسه مبتسم؛ لأنه يتحكم بكل المثيرات التي تحيط به، ويفيد من الأثر الإيجابي منها، أما الأثر السلبي فهو يتعامل معه بخبرته ومهارته. ومن الأمور التي تساعد على تحقيق الثقة بالنفس وجود الذكاء الاجتماعي والانفعالي، وفيه يحتفظ الشخص بما لديه من أمور سلبية، ويتفاعل بإيجابية مع الآخرين؛ بحيث لا يؤثر فيهم بطاقته السلبية.
ممارسة الامتنان؛ النظر بشكل إيجابي للأمور الصعبة، وممارسة الامتنان نحوها سبب في أن يظهر الشخص الابتسامة في مواجهتها، ففي الحدث السلبي يجد أنه حصل على وعي معين، أو قوة معينة، أو معرفة وتعلم جديد، ومن ثم فهو يتطور نتيجة هذه الصعاب، ولا يرجع إلى الوراء.
الوعي بالذات؛ الوصول لوعي حقيقي تجاه المشاعر التي يمتلكها الشخص، ومعرفة أسبابها وطرق التعامل معها، ومعرفة ذاته بطريقة صادقة، تجعله يظهر الابتسامة باستمرار، فهو قادر على التعامل مع ما لديه من مشاعر. ومن ناحية أخرى فهو قادر على التفاعل مع المحيط، فيبتعد عن الاتكالية والاعتمادية التي تظهر مظاهر التعاسة والحزن، فهو بوعيه الذاتي متحمل للمسؤولية؛ مما يعني تحكمه بردود الأفعال العصبية والغاضبة،
هذه كلها أسباب تساعد على ظهور الابتسامة مقابل الصعاب المختلفة. ووجود هذه الأسباب يعود غالبا للتنشئة الاجتماعية؛ فالأهل لهم دور كبير في أن يكتسب الشخص هذه المهارات والقدرات المختلفة، وللمدرسة دور في هذا أيضا، وفي مرحلة معينة يكون للشخص نفسه دور أساسي في اكتساب هذه المهارات، ومن ثم تظهر سمات شخصية أخرى، مثل التقبل والتكيف والتأقلم وغيرها.