ما هو سبب تسمية سورة غافر بهذا الاسم وما هو اسمها الآخر

سميت سورة غافر بهذا الاسم للدلالة على صفة الله التي وردت في مطلع السورة في الآية الثالثة منها (غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول لا إله إلا هو إليه المصير).

فاسم "غافر" مأخوذ من صفة الله وهي مغفرة الذنب ، واستخدم صيغة اسم الفاعل وهي " غافر" ولم يستخدم صيغ أخرى مثل المغفرة ، لدلالة على الثبوت والاستقرار مع تجدد المغفرة في نفس الوقت .

ولو سألت لماذا اختيرت هذه الصفة بالذات دون غيرها ؟

فيمكن أن نجيب بجوابين :

الأول : لأن رحمة الله سبقت غضبه ،ومغفرته عقابه ،ورحمته سبحانه وسعت كل شيء.

الثاني: لما كانت هذه السورة بدأت الحديث عن مصير الأقوام المكذبين وما نزل بهم من عقوبة ثم جاء الحديث عن قصة موسى عليه السلام مع فرعون ومؤمن آل فرعون وعاقبة كل منهم،وختمت بالحديث عن مصير الأقوام المكذبين أيضا ، كانت الموازنة في السورة أن اسمها كان "غافر" لتكون العبرة مما ورد في السورة ليس اليأس والقنوط والخوف فقط ، وإنما فتح باب التوبة والمغفرة حتى نجتنب مصير تلك الأمم المكذبة .

فلا يدفعنا حديث الله عن تلك الأقوام المكذبة إلى الخوف واليأس بل إلى الفرار إلى غافر ذنب ليغفر لنا ذنوبنا التي كانت سبب هلاك من قبلنا .

أما الاسم الثاني للسورة فهو سورة "المؤمن" إشارة إلى قصة مؤمن آل فرعون الذي دارت حول قصته وموقفه ما ورد ذكره من قصة موسى وفرعون في هذه السورة ، ولم يرد الإشارة إلى قصة هذا المؤمن إلا في هذه السورة ، فكان أمراً مميزاً فيها لذلك سميت السورة باسمه أيضاً .

والله أعلم