سبب بكاء موسى عليه السلام عندما رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المعراج هو لأن النبي صلى الله عليه وسلم سيشفع لأمته بدخول الجنة أكثر من أمة موسى وقومه.
- ففي الحديث الصحيح المتفق على صحته بين بخاري ومسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في حديث الإسراء: ثم صعد بي حتى إذا أتى السماء السادسة فاستفتح قيل من هذا؟ قال جبريل، قيل من معك؟ قال محمد، قيل وقد أرسل إليه؟ قال نعم، قال مرحبا به فنعم المجيء جاء، فلما خلصت فإذا موسى قال هذا موسى فسلم عليه فسلمت عليه فرد، ثم قال مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح فلما تجاوزت بكى قيل له ما يبكيك؟ قال أبكي لأن غلاما بعث بعدي يدخل الجنة من أمته أكثر ممن يدخلها من أمتي. متفق عليه.
- أما بخصوص الحديث الذي دار بين موسى عليه السلام وبين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم هو ما يتعلق بفرضية الصلاة عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ثم عرج بنا إلى السماء السادسة فاستفتح جبريل عليه السلام قيل من هذا قال جبريل قيل ومن معك قال محمد قيل وقد بعث إليه قال قد بعث إليه ففتح لنا فإذا أنا بموسى صلى الله عليه وسلم فرحب ودعا لي بخير ثم عرج إلى السماء السابعة فاستفتح جبريل فقيل من هذا قال جبريل قيل ومن معك قال محمد صلى الله عليه وسلم قيل وقد بعث إليه قال قد بعث إليه ففتح لنا فإذا أنا بإبراهيم صلى الله عليه وسلم مسندا ظهره إلى البيت المعمور وإذا هو يدخله كل يوم سبعين ألف ملك لا يعودون إليه.
-ثم ذهب بي إلى السدرة المنتهى وإذا ورقها كآذان الفيلة وإذا ثمرها كالقلال قال فلما غشيها من أمر الله ما غشي تغيرت فما أحد من خلق الله يستطيع أن ينعتها من حسنها فأوحى الله إلي ما أوحى ففرض علي خمسين صلاة يوميا وليلة فنزلت إلى موسى صلى الله عليه وسلم فقال ما فرض ربك على أمتك قلت خمسين صلاة قال ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف فإن أمتك لا يطيقون ذلك فإني قد بلوت بني إسرائيل وخبرتهم قال فرجعت إلى ربي فقلت [ص: 147] يا رب خفف على أمتي فحط عني خمسا فرجعت إلى موسى فقلت حط عني خمسا قال إن أمتك لا يطيقون ذلك فارجع إلى ربك فاسأله التخفيف قال فلم أزل أرجع بين ربي تبارك وتعالى وبين موسى عليه السلام حتى قال يا محمد إنهن خمس صلوات كل يوم وليلة لكل صلاة عشر فذلك خمسون صلاة ومن هم بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة فإن عملها كتبت له عشرا ومن هم بسيئة فلم يعملها لم تكتب شيئا فإن عملها كتبت سيئة واحدة قال فنزلت حتى انتهيت إلى موسى صلى الله عليه وسلم فأخبرته فقال ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت قد رجعت إلى ربي حتى استحييت منه
-ومن أهم العطايا والهدايا التي حظي بها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمته في معجزة الإسراء والمعراج (أربع) عطايا وهدايا هي:
1- أولها وأهمها الصلوات الخمس في اليوم والليلة: فلأهمية الصلاة هي الركن الوحيد الذي فُرض في السماء، وهي معراج المؤمن لربه وصلته معه.
ففي الحديث: قال اللهُ تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم في المرَّة الأخيرة: (يَا مُحَمَّدُ، إِنَّهُنَّ خَمْسُ صَلَوَاتٍ كُلَّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، لِكُلِّ صَلاَةٍ عَشْرٌ، فَذَلِكَ خَمْسُونَ صَلاَةً، وَمَنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كُتِبَتْ لَهُ حَسَنَةً، فَإِنْ عَمِلَهَا كُتِبَتْ لَهُ عَشْرًا، وَمَنْ هَمَّ بِسَيِّئَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا لَمْ تُكْتَبْ شَيْئًا، فَإِنْ عَمِلَهَا كُتِبَتْ سَيِّئَةً وَاحِدَةً) رواه مسلم.
2- شرع وبيان وتحديد نظام جديد للحسنات والسيئات: (الحسنة بعشرة أمثالها والسيئة بمثلها).
3- خواتيم سورة البقرة: ففي الحديث: عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، قال: "لما أسري برسول الله صلى الله عليه وسلم، انتهي به إلى سدرة المنتهى، وهي في السماء السادسة، إليها ينتهي ما يعرج به من الأرض فيقبض منها، وإليها ينتهي ما يهبط به من فوقها فيقبض منها"، قال: {إذ يغشى السدرة ما يغشى} [النجم: 16]، قال: "فراش من ذهب". قال: "فأعطي رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثا: أعطي الصلوات الخمس، وأعطي خواتيم سورة البقرة، وغفر لمن لم يشرك بالله من أمته شيئا، المقحمات) رواه مسلم.
4- غفران الكبائر من المعاصي (المقحمات) لمن لا يشرك بالله شيئاً.