لا شك أن د. ابراهيم الفقي هو شخص ناجح جداً وقد تكلم بموضوعات وأفكار جديدة على الناس، وتمكن من أن يؤثر بهم وأن يغير حياة الكثيرين، وهذا دليل أنه يمتلك ذكاء عاطفي كبير جداً، والدليل أنه بدأ من الصفر وتدرج في المناصب حتى عمل مساعد مدير عام فندقاً كبيراً في اللاسكندرية عندما كان عمره 27 عاماً، ومن ثم مدير عام حتى حصل على جوائز في الإدارة في مصر وأمريكا، وبعدها اتجه إلى التنمية البشرية التي لمع فيها حتى أصبح علماً في هذا المجال.
أستطيع أن أقول أن حياة الفقي كانت مليئة بالتجارب والمطبات التي علمته الكثير وطورت مهاراته في الذكاء العاطفي كثيراً، وقد اعتمد على هذه التجارب لتكون مادته الرئيسية في كتبه ومحاضراته مما زاد إقبال الناس على أفكاره؛ فنحن كبشر نصدق صاحب التجربة أكثر من صاحب العلم، فما بالك لو كان صاحب تجربة وصاحب علم معاً -بغض النظر إن كان علمه مسروقاً أو لا.
كما أنه كان باحثاً عظيماً ومفكراً مبدعاً كذلك، فقد استطاع أن يجمع الكثير من الأفكار والأقوال التي كانت لمفكرين غربيين قبله وأن يعيدها للناس بقالب كوميدي مؤثر ما يساعدهم على استقبال هذا العلم - الذي كان حديثاً علينا كعرب حينها.
كما أن الفترة التي لمع فيها د. الفقي كانت فترة حرجة جداً بالنسبة للعرب وخصوصاً المصريين وهي قبل ثورة يناير 2011، حيث كان الشعب المصري محبطاً جداً وقتها وبحاجة لبصيص أمل، وهذا الأمر ساعده كثيراً على أن يلمع. في حين اتهمه البعض بأنه بائع وهم.
أنا شخصياً أحب كل ما يتعلق بالتنمية البشرية والبرمجة اللغوية العصبية وأرى أن الفقي قد ساهم كثيراً في إيصالها لنا، لكن مأخذي الوحيد عليه هو أنه كان عليه أن يذكر مصدر معلومته، وهذا لن يقلل من شأنه، وخصوصاً أنه وبلا شك قد طور في العلم وصبغه بصبغته الخاصة وهذا أمر جيد طبعاً.