في نهاية القرن الثامن عشر, بدأ سيجموند فرويد بتسجيل احداثيات الذاكرة المكبوتة او المضغوطة وتطويرها بعد ان قص عليه استاذه الدكتور جوزيف بروور قصة المريضة آنا اوه, حيث كانت آنا تعاني من اعراض غريبة لمرض غير مٌفسّر, واثناء ذلك بدأت تسترجع ذكريات لاحداث مؤسفة حصلت في الماضي لم تكن قد تذكرتها من قبل, وبعد استرجاعها للذكريات المضغوطة بدأت اعراضها بالتطور.
فاذا فند فرويد بأن الذاكرة المضغوطة هي طريقة العقل للدفاع عن الجسد من الاحداث السلبية التي لها اكبر تأثير, ومن المصائب, قد يتعرض الانسان لحادث اليم جدا ويبدأ جسده باظهار اعراض واثار هذا الحادث ولكن ذاكرة الحادث نفسه تنمحي من الدماغ, مثل الاغتصاب, أن تُغتصب امرأة وتظهر علامات الاغتصاب على جسدها ولكنها لا تتذكر انها تعرضت للاغتصاب من الاساس, او تتذكره في البداية ثم تنساه كليا فيما بعد وتنكره كما حدث في مسلسل Unbelievable المعروض على نتفلكس.
بدأت ظاهرة الذاكرة المكبوتة بالطفو والظهور بين المجتمع في التسعينات حين بدأ العديد من المراهقين تذكّر تعرضهم للاعتداء وهم أطفال, اي ان ذكرى الاعتداء اختفت من وجدانهم ولكنها ظهرت فيما بعد, بعد مرور سنين.
فاذا وبشكل مبسط. الذكريات المكبوتة, او الذاكرة المضغوطة, هي الذكريات التي يخفيها الدماغ بشكل لا واعي في العقل الباطن حتى يحمي الانسان من اثار مصيبة قد تعرض لها مسبقا.
ولكن بالطبع اختلف اطباء النفس على صحتها والاعتماد عليها كدليل قطعي لوقوع تلك الاحداث المؤسفة في حياة الشخص, لان فرويد نفسه اكتشف ان بعض الذكريات المسترجعة من قبل مرضاه كانت مغلوطة وليس لها من الصحة بمكان. ولا يمكننا التأكد من ان الذكريات المسترجعة تمثل احداثا حقيقية الا اذا عرضنا المريض لنفس تلك الاحداث, والتي قد تكون صادمة وموجعة, ولكن هذا اسلوب غير اخلاقي في الطب, لذلك تبقى الذاكرة المكبوتة من الامور الصعب التحقق منها والتعمق في دراستها.
كان فرويد يتسخدم التنويم المغناطيسي لاسترجاع هذه الذكريات لدى مرضاه, وقد ظهر هذا النمط العلاجي في مسلسل الجريمة الكلاسيكي The Alienist حيث استخدمه الطبيب النفسي على ضحايا الجرائم لاكتشاف مدى تذكرهم لحادث الجريمة نفسه, ولمحاولة استخراج اي ادلة او اي وجوه قد تساعد على التحقيق وحل الجريمة.
ظهر ايضا التنويم المغناطيسي في مسلسل Freud من انتاج نتفلكس, المسلسل يتحدث عن فرويد ولكن ليس بشكل موسع بل بشكل اوسع نطاقا عن التنويم المغناطيسي, لا اقول انني انصح بهذا المسلسل لانه مليء بالمعلومات الخاطئة عن فرويد وفيه الكثير من الخيال, ولكن التنويم المغناطيسي دائما ما يرتبط بفرويد في المسلسلات والسينما.
يقوم بعد المعالجين النفسيين حاليا باستخدام علاج الذاكرة المضغوطة او المكبوتة من خلال التنويم كما ذكرت سابقا ومن خلال التخيّل الموجّه او التقهقر العمري حيث يتم من خلاله الرجوع الى ذكريات وصور الطفولة.
طريقة Brainspotting يتم استخدامها ايضا كاسلوب علاج عن طريق تحديد واستيعاب المصادر الدماغية والعصبية للصدمات واعراضها الظاهرة على الجسد واوجاعه.
علاج التحول الطبيعي والذي يعمل بطريقة عكسية حيث تتم محاولة تخفيف القلق والاكتئاب اولا من خلال تحويل هيكلية عمل الجهاز العصبي بشكل لا ارادي وابعاد الصدمات.
لدينا ايضا العلاج النفسي لاجهزة الاستشعار والبرمجة العصبية والعلاج النظامي للاُسر.
طبعا تتراوح كفاءة علاج الذاكرة المكبوتة لانه كما ذكرت سابقا فمن الممكن ان تكون هذه الذكريات مغلوطة. ومن الممكن ايضا ان يتم صناعة ذكريات جديدة عن طريق اوامر وتوجيهات الطبيب النفسي, سواء بالخطأ او بالعمد. لذلك, علميا, فعلاج الذكريات المكبوتة غير متفق عليه علميا. وكأنه لعبة حظ.
Repressed Memories: 5 FAQs (healthline.com)