ما هو رأيك بمصطلح الذكريات المكبوتة؟ هل هو صحيح أم خاطئ؟

2 إجابات
profile/ملاك-آدم
ملاك آدم
التحيز الادراكي
.
٢٣ يناير ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
في نهاية القرن الثامن عشر, بدأ سيجموند فرويد بتسجيل احداثيات الذاكرة المكبوتة او المضغوطة وتطويرها بعد ان قص عليه استاذه الدكتور جوزيف بروور قصة المريضة آنا اوه, حيث كانت آنا تعاني من اعراض غريبة لمرض غير مٌفسّر, واثناء ذلك بدأت تسترجع ذكريات لاحداث مؤسفة حصلت في الماضي لم تكن قد تذكرتها من قبل, وبعد استرجاعها للذكريات المضغوطة بدأت اعراضها بالتطور.
فاذا فند فرويد بأن الذاكرة المضغوطة هي طريقة العقل للدفاع عن الجسد من الاحداث السلبية التي لها اكبر تأثير, ومن المصائب, قد يتعرض الانسان لحادث اليم جدا ويبدأ جسده باظهار اعراض واثار هذا الحادث ولكن ذاكرة الحادث نفسه تنمحي من الدماغ, مثل الاغتصاب, أن تُغتصب امرأة وتظهر علامات الاغتصاب على جسدها ولكنها لا تتذكر انها تعرضت للاغتصاب من الاساس, او تتذكره في البداية ثم تنساه كليا فيما بعد وتنكره كما حدث في مسلسل Unbelievable المعروض على نتفلكس.
بدأت ظاهرة الذاكرة المكبوتة بالطفو والظهور بين المجتمع في التسعينات حين بدأ العديد من المراهقين تذكّر تعرضهم للاعتداء وهم أطفال, اي ان ذكرى الاعتداء اختفت من وجدانهم ولكنها ظهرت فيما بعد, بعد مرور سنين.
فاذا وبشكل مبسط. الذكريات المكبوتة, او الذاكرة المضغوطة, هي الذكريات التي يخفيها الدماغ بشكل لا واعي في العقل الباطن حتى يحمي الانسان من اثار مصيبة قد تعرض لها مسبقا.
ولكن بالطبع اختلف اطباء النفس على صحتها والاعتماد عليها كدليل قطعي لوقوع تلك الاحداث المؤسفة في حياة الشخص, لان فرويد نفسه اكتشف ان بعض الذكريات المسترجعة من قبل مرضاه كانت مغلوطة وليس لها من الصحة بمكان. ولا يمكننا التأكد من ان الذكريات المسترجعة تمثل احداثا حقيقية الا اذا عرضنا المريض لنفس تلك الاحداث, والتي قد تكون صادمة وموجعة, ولكن هذا اسلوب غير اخلاقي في الطب, لذلك تبقى الذاكرة المكبوتة من الامور الصعب التحقق منها والتعمق في دراستها.
كان فرويد يتسخدم التنويم المغناطيسي لاسترجاع هذه الذكريات لدى مرضاه, وقد ظهر هذا النمط العلاجي في مسلسل الجريمة الكلاسيكي The Alienist حيث استخدمه الطبيب النفسي على ضحايا الجرائم لاكتشاف مدى تذكرهم لحادث الجريمة نفسه, ولمحاولة استخراج اي ادلة او اي وجوه قد تساعد على التحقيق وحل الجريمة.
ظهر ايضا التنويم المغناطيسي في مسلسل Freud من انتاج نتفلكس, المسلسل يتحدث عن فرويد ولكن ليس بشكل موسع بل بشكل اوسع نطاقا عن التنويم المغناطيسي, لا اقول انني انصح بهذا المسلسل لانه مليء بالمعلومات الخاطئة عن فرويد وفيه الكثير من الخيال, ولكن التنويم المغناطيسي دائما ما يرتبط بفرويد في المسلسلات والسينما.
يقوم بعد المعالجين النفسيين حاليا باستخدام علاج الذاكرة المضغوطة او المكبوتة من خلال التنويم كما ذكرت سابقا ومن خلال التخيّل الموجّه او التقهقر العمري حيث يتم من خلاله الرجوع الى ذكريات وصور الطفولة.
طريقة Brainspotting يتم استخدامها ايضا كاسلوب علاج عن طريق تحديد واستيعاب المصادر الدماغية والعصبية للصدمات واعراضها الظاهرة على الجسد واوجاعه.
علاج التحول الطبيعي والذي يعمل بطريقة عكسية حيث تتم محاولة تخفيف القلق والاكتئاب اولا من خلال تحويل هيكلية عمل الجهاز العصبي بشكل لا ارادي وابعاد الصدمات.
لدينا ايضا العلاج النفسي لاجهزة الاستشعار والبرمجة العصبية والعلاج النظامي للاُسر.
طبعا تتراوح كفاءة علاج الذاكرة المكبوتة لانه كما ذكرت سابقا فمن الممكن ان تكون هذه الذكريات مغلوطة. ومن الممكن ايضا ان يتم صناعة ذكريات جديدة عن طريق اوامر وتوجيهات الطبيب النفسي, سواء بالخطأ او بالعمد. لذلك, علميا, فعلاج الذكريات المكبوتة غير متفق عليه علميا. وكأنه لعبة حظ.

 Repressed Memories: 5 FAQs (healthline.com) 

  • مستخدم مجهول
قام 1 شخص بتأييد الإجابة
profile/ندى-ماهر-عبدربه
ندى ماهر عبدربه
Dental hygienist
.
٢٧ يناير ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 لإجابة هذا السؤال سوف آخذك للحظات إلى عيادة الطبيب النمساويّ سيغموند فرويد، لنجد تحليلاً نفسيّاً مناسباً لمصطلح الذكريات المكبوتة ولكي أستطيع استنباط رأي مبنيّ على أساس علميّ من واقع التجربة الّتي جسّدها فرويد خلال جلساته العلاجيّة.

فور دخولك إلى داخل عيادة فرويد سوف تجده يجلس خلف مكتبه يحمل غليونه، يلتفت إليك ويقول مرحباً، ثمّ تردّ عليه السلام وتقول مرحباً!

بعدها سيجعلك تستلقي على أريكة العلاج ثمّ يبدأ معك رحلة العلاج بالتحليل النفسيّ، يبتعد قليلاً عن مستوى نظرك، ليجعل من قدرتك على التعبير أكثر طلاقة وحرّيّة، وبناء على ذلك يقوم بحثك على استحضار ذكرياتك في الماضي، وتحديداً في أيّام الطفولة واسترجاع الصراعات والمشاعر المكبوتة الّتي واجهتها في حياتك، وربّما خلال كلامك لا تسمع منه سوى كلمات “جميل، رائع”، بتلك الكلمات يحاول فرويد تشجيعك على استرجاع الذكريات المكبوتة الّتي لم تفكّر فيها من قبل، والّتي تعتبر مدفونة في حيّز اللاشعور دون إصدار أيّ إجابات أو أحكام عن ذكرياتك من قبل فرويد، الّتي يستحضرها فرويد بواسطة طريقة تدعى: (free association) أو التداعي الحرّ.

بعدها يقوم فرويد باستخدام طريقة التفريغ الانفعاليّ لتشجيعك على تعبير عن انفعالاتك الّتي تصاحب الذكريات المكبوتة الّتي استحضرتها، والّتي قد تكون أحد الأسباب في المشاكل الّتي تعاني منها، والّتي تتجسّد على شكل مشاعر الخوف، والقلق، والاكتئاب وغيرها من المشاعر الّتي تنعكس بشكل سلبيّ على حياتك وتؤثّر على قسم كبير منها

بعدها يلتفت إليك فرويد ويطلب منك أن تسرد عليه أحلامك وأنت نائم، ولعلّ الهدف وراء هذه الخطوة معرفة الرغبات المكبوتة وبسبب ذلك تفسير سلوكك وأفكارك.

يسجّل كلامك على أوراقه ويستخرج تحليله الّذي سوف يساعدك على استخراج ذكرياتك المكبوتة وإكمال رحلة العلاج للتخلّص من المشاعر الّتي تلازمك والتحرّر منها من خلال مساعدتك على فهم الأحداث في الماضي والحاضر لتصل إلى التفسير الدقيق للمشكلات الّتي لم تكن تدركها للوصول إلى علاج يناسبها.

لعلّ سبباً اختياريّاً لعيادة فرويد هو اهتمامه الكبير بموضوع الذكريات المكبوتة واعتباره الأساس الّذي ترتكز عليه الاضطرابات النفسيّة حيث إنّه قال:"المشاعر المكتومة لا تموت أبداً، أنّها مدفونة وهي على قيد الحياة وستظهر لاحقاً بطرق بشعة."


فهو يعتبر هذه الذكريات آليّات دفاع تستخدمها الأنا الأعلى بصورة تجعل من كبت الصراعات والصدمات بذرة ينتج عنها المشاكل النفسيّة أو العصبية.

إنّ موضوع الذكريات المكبوتة هو موضوع مثير للجدل في علم النفس، بحيث تعدّدت الدراسات حوله واختلف العلماء على مدى صحّته، لكن برأيي أنّ الذكريات المكبوتة هي مجرّد مجموعة من الأفكار والمشاعر الّتي يصعب التصريح عنها الّتي تخزّن في العقل الباطن الّذي يؤدّي تراكمها إلى التأثير على الشخص بصورة تجعل تكيّفه مع بيئته المحيطة صعب ممّا يؤثّر سلباً عليه.

ولعلّ الشفاء يكمن في تطهير العقل الباطن من هذه الذكريات المكبوتة بواسطة التحرّر منها وإحيائها مجدّداً وهذا ما يتلقّاه المريض أثناء العلاج النفسيّ بواسطة تنفيذ العديد من الأنشطة على المستوى الشعوريّ واللاشعوريّ مثل الأعمال الفنّيّة وغيرها من الأعمال الّتي تساعد الإنسان على التحرّر من قيود الذكرى.