هي من القضايا الشعرية المهمة حول الشعر الجاهلي وهي عبارة أن يقوم شاعر بكتابة قصيدة وينسبها لشاعر جاهلي ليس له فيها شيء. ظهرت هذه الشكوك بسبب طبيعة تدوين الشعر بالعصر الجاهلي الذي لم يعرف الكتابة والتدوين واعتمد على الرواية الشفاهية. وشكوكهم بسبب تعدد الرواة وزيادتهم فيه وكثير من الشعراء عرفوا هذه الشعر المنحول وتبه النقاد على قلته. ومن أسباب الانتحال الشعري هو انشغال العرب بالفتوحات الإسلامية ذهب أبرز وتاريخ الوقائع بذهاب رواته فقامت القبائل بصنع الشعر ونسبه لغير قائليه لتعويض المفقود منه. وهناك سبب آخر هو قلة الوقائع الخاصة بقبيلة معينة مما يجعل القبيلة تنسب شعرها لغير قائليه.
يعتبر طه حسين من أشهر الدارسين ووضحها في كتابه الشعر الجاهلي.
فقد شك طه حسين أيما شكوك في صحة نسبة الشعر الجاهلي ويرى الأدب الجاهلي لا يشبه الجاهلية في شيء ويرى أنها منتحلة بعد ظهور الإسلام وأنها تشبه أسلوب حياة المسلمين وأهوائهم وتطلعاتهم. يقول أن الشعر الجاهلي في الحقيقة.
ويقول طه حسين في كتابه الشعر جاهلي في اقتباس يختصر رأيه من ناحية الانتحال ولأي درجة هو يعتقد بصحة كلامه:" أضعف أن أعلن إليك وإلى غيرك من القراء أن ما تقرؤه على أنه شعر امرئ القيس أو طرفة بن العبد أو ابن كلثوم أو عنترة ليس من هؤلاء الناس في شيء، إنما هو انتحال الرواة أو اختلاق الأعراب أو صيغة النحاة أو اختراع المحدثين والمتكلمين.. الكثرة المُطلقة مما نسميه شعرا جاهليا ليست من الجاهلية في شيء، وإنما هي مُنتحلة مُختلقة بعد ظهور الإسلام، فهي إسلامية تمثل حياة المسلمين وميولهم وأهواءهم أكثر مما تُمثل حياة الجاهليين، وأكاد لا أشك في أن ما بقي من الشعر الجاهلي الصحيح قليل جدا لا يمثل شيئا، ولا يدل على شيء، ولا ينبغي الاعتماد عليه في استخراج الصورة الأدبية الصحيحة لهذا العصر الجاهلي»
استشهد طه حسين بصحة كلامه من القرآن الكريم على الرغم من وجود اتهامات وانتقادات موجهة إليه من حيث أنه ينكر القرآن الكريم ويشك فيه. ويرى أن القرآن قد شرح الحياة الجاهلية من الناحية الاقتصادية والاجتماعية أصدق تعبير. وبناءً على ذلك الشعر الذي نسب إلى الجاهلية تم تلفيقه بعد الإسلام ويوجد أسباب سياسية ودينية.