كان دوره أنه أجار الصحابي الجليل عثمان بن عفان رضي الله عنه حتى يبلغ رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم لقريش، وكان أبان وقتها ما يزال شركه ثم أسلم بعد ذلك.
فأبان بن سعيد بن العاص بن أميّة بن عبد شمس بن عبد مناف القرشيّ سبقه أخواه خالد وعمرو إلى الإسلام وبقي على كفره وشارك في غزوة بدر مع المشركين وقتل على يديه الصحابي "ابن قوقل" ولما عيره أبو هريرة بذلك في غزوة خيبر قال "تنعي على قتلَ رجلٍ مسلمٍ، أكرَمَه اللهُ على يَدَيَّ، ولم يُهِنِّي على يَدَيْهِ".
وفي صلح الحديبية لم رفضت قريش أن تسمح لرسول الله بدخول مكة معتمرا وبدأت المفاوضات بين رسول الله وقريش أراد رسول الله أن يرسل إليهم عمر فخاف عمر على نفسه لأنه كان من أشد الناس عداءً لقريش وليس هناك من يمنعه من أقاربه وأشار على رسول الله أن يرسل عثما بن عفان لان أقاربه سيمنعونه، وصدق ظن عمر.
فلما وصل عثمان بن عفان إلى مكة أجاره أبان بن سعيد وحماه حتى يؤدي رسالة رسول الله وقال له: "أسبل وأقبل ولا تخف أحدا بنو سعيد أعزة الحرم"، حتى أذنت له قريش بالطواف إن أراد ذلك، ولكن عثمان رفض الطواف إذا لم يطف رسول الله بالكعبة.
ثم بعد صلح الحدبيبة وقبل غزوة خبير شرح الله صدره للإسلام فهاجر إلى المدينة وأسلم هو وخالد وعمرو بن العاص في نفس الوقت، وبعد إسلامه بقليل أرسله رسول الله على رأس سرية لإخافة الأعراب حول المدينة ومنعهم من الهجوم على المدينة أثناء خروج رسول الله لغزوة خيبر، فنفذ ما أمر به.
ثم استعمله رسول الله على منطقة البحرين والياً وتوفي رسول الله وهو وال على البحرين، وعاد في خلافة الصديق وكان في جيوش المسلمين، وشارك في حروب الردة ثم في فتح الشام، واستشهد في معركة أجنادين وقيل معركة اليرموك.
والله أعلم